تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٣ - الصفحة ٢١٢
بسم الله الرحمن الرحيم (* (سبحان الذي أسرى) * * تفسير سورة بني إسرائيل وهي مكية إلا خمس آيات، سنذكرها في مواضعها.
وروي عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: سورة بني إسرائيل والكهف ومريم وطه من تلادي، وهن من العتاق الأول.
قوله تعالى: * (سبحان الذي أسرى بعبده) سبحان: تنزيه الله من كل سوء، وحقيقته تعظيم الله بوصف المبالغة، ووصفه بالبراءة من كل نقص.
وكلمة سبحان؛ كلمة ممتنعة لا يحوز أن يوصف بها غير الله؛ لأن المبالغة في التعظيم لا تليق لغير الله، ولا تنصرف حسب ما ينصرف كثير من المصادر؛ لأنه لما لم يستقم الوصف به لغير الله، ولم تتصرف جهاته لزم أيضا منهاجا واحدا في الصرف.
وأما التسبيح في القرآن على وجوه: قد ورد بمعنى الصلاة، قال الله تعالى: * (فلولا أنه كان من المسبحين) أي: من المصلين.
وورد بمعنى الاستثناء، قال الله تعالى: * (قال أوسطهم ألم أقل لكم لولا تسبحون) أي: تستثنون.
وورد بمعنى التنزيه. وهو قوله تعالى: * (سبحان الذي أسرى بعبده)، وورد في الخبر بمعنى النور، وهو في الخبر الذي قال: ' لأحرقت سبحات وجهه ما أدركه بصره ' أي: نور وجهه، وقد ورد في الخبر عن النبي ' أنه فسر سبحان الله
(٢١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 ... » »»