تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٣ - الصفحة ٢٢٢
* (ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا كبيرا (9) وأن الذين لا يؤمنون بالآخرة اعتدنا لهم عذابا أليما (10) ويدع الإنسان بالشر دعاءه بالخير وكان) * * وقوله: * (وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا) قال مجاهد: محبسا، وقيل: حصيرا أي: حاصرا، فعيل بمعنى فاعل، قاله ابن قتيبة.
والحصر هو الحبس، والسجن يسمى حصيرا في اللغة.
قوله تعالى: * (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم) فيه قولان: أحدهما: للكلمة التي هي أقوم، وأقوم أي: أعدل، والكلمة هي شهادة أن لا إله إلا الله.
والقول الثاني: قاله الزجاج * (يهدي للتي هي أقوم) أي: للحال التي هي أقوم، والحال التي هي أقوم: توحيد الله، واتباع رسله، وطواعيته في أوامره.
وقوله: * (ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات) يعني: القرآن يبشر الذين يعملون الصالحات.
وقوله: * (أن لهم أجرا كبيرا) أي: عظيما.
وقوله: * (وأن الذين لا يؤمنون بالآخرة) معناه: ويبشر الذين لا يؤمنون بالآخرة أنا * (اعتدنا لهم عذابا أليما) أي: أعددنا. والبشارة هاهنا بمعنى الخبر؛ لأن العرب لا تضع البشارة إلا في موضع السرور.
وحقيقة المعنى أي: ضع هذا الخبر لهم موضع البشارة.
قوله تعالى: * (ويدعو الإنسان بالشر دعاءه بالخير وكان الإنسان عجولا) دعاء الإنسان بالشر هو أن يدعو على نفسه وأهله وولده حالة الغضب، فيقول: اللهم أهلكهم، اللهم العنهم، وربما يقول لنفسه هذه المقالة.
وقوله: * (دعاءه بالخير) أي: كدعائه بالخير، ويقال: إن هذه الآية نزلت في النضر بن الحارث فإنه قال: اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم.
(٢٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227 ... » »»