تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٣ - الصفحة ٢٠٦
* (نفس ما عملت وهم لا يظلمون (111) وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا) * * وروي أنه قال هذا بين يدي عمر - رضي الله عنه - وقد كان عمر قال له: حدثنا، ذكرنا. وقوله: * (وتوفى كل نفس ما عملت وهم لا يظلمون) ظاهر المعنى.
قوله تعالى: * (وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة) الآية. أكثر أهل التفسير: أن القرية ها هنا هي مكة - وقوله: * (يأتيها رزقها رغدا من كل مكان) هو معنى قوله تعالى: * (وارزقهم من الثمرات).
وقوله: * (فكفرت بأنعم الله) الأنعم: جمع النعمة. وقوله: * (فأذاقها الله لباس الجوع والخوف) ذكر الذوق، لأن المراد من لباس الجوع والخوف التعذيب، ويستقيم أن يقال في التعذيب: ذق، كما قال تعالى: * (ذق إنك أنت العزيز الكريم).
والمعنى: أن العذاب يتجدد إدراكه كل ساعة كالذوق.
روي أن الله تعالى سلط عليهم القحط سبع سنين حتى أكلوا (الطعام) المحترقة والعلهز، وهو الوبر بالدم، حتى كان ينظر أحدهم إلى السماء فيرى كشبه الدخان من الجوع '.
* (والخوف) هو الخوف من القتل، ومن سرايا النبي.
والمراد من القرية: أهل القرية، وهو مثل قوله تعالى: * (واسأل القرية) وكذلك قوله: * (آمنة) أي: آمن أهلها، وكذلك مطمئنة.
وفي الآية قول آخر: وهو أنه كل بلد من بلدان الكفار.
(٢٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 ... » »»