* (شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا (5) ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا (6) إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن) * * وقال غيره: سنحاريب الملك، وقال بعضهم: العمالقة. وأظهر الأقاويل أنه بخت نصر، وروي عن مجاهد أنه قال: ملك الأرض أربعة: مؤمنان، وكافران؛ أما المؤمنان: فسليمان، وذو القرنين - عليهما السلام - وأما الكافران: فنمروذ، وبخت نصر.
قال الشيخ الإمام الأجل: أخبرنا بهذا أبو علي الشافعي بمكة قال: أخبرنا أبو الحسن بن فراس قال: أنا أبو جعفر محمد بن إبراهيم الديبلي وقال: أنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي قال: أنا [سفيان] بن عيينة عن داود بن شابور عن مجاهد.
وقوله: * (أولي بأس شديد) أي: أولي قوة شديدة.
وقوله: * (فجاسوا خلال الديار) والجوس: طلب الشيء بالاستقصاء.
قال الزجاج: طلبوا خلال الديار هل بقي أحد فيقتل؟ وخلال الديار وسط الديار.
وقوله: * (وكان وعدا مفعولا) أي: وعدا لا بد منه. قال الشاعر:
(في الجوس جسنا إليك الليل بالمطي *) قوله تعالى: * (ثم رددنا لكم الكرة عليهم) أي: الدولة عليهم، وفي القصة: أن هذا التخريب كان بعد ملك سليمان، وأن بخت نصر قتل المقاتلة، وسبى الذرية، وخرب بيت المقدس، وألقى الجيف في مسجده، وكان من موت عزير النبي مائة سنة في هذا التخريب، وما قص الله من أمره في سورة البقرة، ثم إن الله تعالى رد الدولة إلى بني إسرائيل حتى عمروا ما خرب.
وفي بعض القصص: أن الله تعالى أرسل ملكا إليهم حتى رد العمارات، واستنقذ