* (عسى ربكم أن يرحمكم وإن عدتم عدنا وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا (8) إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم) * * وكان سبب قتله، أن بغية من بغايا بني إسرائيل طلبت من الملك أن يقتله فقتله، فلما قتله، ووقع دمه على الأرض، جعل يغلي فلا يسكن بشيء، وسلط الله عليهم عدوهم.
فقيل: إن العدو في الكرة الثانية كان بخت نصر، وفي الأولى جالوت. وقيل: إن العدو في المرة الثانية كان ملكا من الروم، جاء وخرب بيت المقدس، وقتل المقاتلة، وسبى الذرية.
فروي أنه استصعب عليه فتح المدينة، فقالت عجوز: أيها الملك، أتريد أن تفتح هذه المدينة؟ فقال: نعم، فقالت: قل اللهم إني أستفتحك هذه المدينة بدم يحيى بن زكريا، فقال هذا القول، فتساقطت حيطان المدينة؛ فدخل بالسيف يقتل، ووصل إلى المكان الذي يغلي فيه دم يحيى. فقال: لأقتلن عليه الناس حتى يسكن الدم؛ فقتل عليه أربعين ألفا فلم يسكن، فقتل خمسين ألفا فلم يسكن، فقتل ستين ألفا فلم يسكن، فقال: والله لا أزال أقتل عليه حتى يسكن، فاستكمل سبعين ألفا فسكن، وقيل: ثمانين ألفا.
وقوله تعالى: * (عسى ربكم أن يرحمكم وإن عدتم عدنا) قال مجاهد: عسى من الله واجب.
وقوله: * (أن يرحمكم) أي: يرد الدولة إليكم بعد زوالها. وفي القصة: أن الله تعالى رد إليهم الدولة، وعمر بيت المقدس بعد ما خرب، [و] عاد ملكم على ما كان.
وقوله: * (وإن عدتم عدنا) معناه: وإن عدتم إلى المعصية عدنا إلى الانتقام. فروي عن إبراهيم النخعي أنه قال: عادوا إلى المعصية، فانتقم الله منهم بالعرب، فهم مقهورون مستذلون إلى يوم القيامة، وقيل: بمحمد. والقولان متقاربان في المعنى.