تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٣ - الصفحة ١٥٠
والإنجيل مثلها، وهي أم القرآن، والسبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أعطيته ' ذكره أبو عيسى الترمذي في جامعه.
والقول الثاني في الآية: أن السبع المثاني هي السبع (الطول) وواحدة الطول طولى، وهي البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والأنعام والأعراف ويونس وهذا هو المنقول، وهو قول عبد الله بن عباس - في رواية سعيد بن جبير - وهو قول الحسن البصري وجماعة من التابعين.
وفي الآية قول ثالث: وهو أن السبع المثاني: الأمر، والنهي، والبشارة، والنذارة، وضرب الأمثال، وتعداد النعم، وأنباء القرون السالفة.
وأما معنى المثاني: فإذا حملنا الآية على الفاتحة، فمعناه: أنها تثنى في كل ركعة، وقيل: لأن فيها الثناء على الله تعالى، فهنا تكون ' من ' للتجنيس لا للتبعيض، فهذا مثل قوله تعالى: * (فاجتنبوا الرجس من الأوثان) وذكر بعضهم أن معنى الآية: ولقد آتيناك سبعا من القرآن الذي هو مثاني، وسمي القرآن مثاني؛ لأنه تثنى [فيه] الأحكام والقصص والأمثال والعبر؛ فتكون على هذا ' من ' للتبعيض، وأما على القول الذي قلنا أن سبع المثاني هي السبع (الطول) فإنما سماها مثاني؛ لأنه يثني فيها الأخبار والأمثال والعبر والقصص.
وأما قوله: * (والقرآن العظيم) المراد منه سائر القرآن سوى الفاتحة، وفي هذا شرف عظيم للفاتحة؛ لأنه خصها بالذكر والامتنان عليه بها، ثم ذكر سائر القرآن، وعلى القول الثاني: القرآن العظيم هو السبع (الطول) وغيرها، وخص السبع
(١٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 ... » »»