تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٣ - الصفحة ١٦٠
* (فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون (6) وتحمل أثقالكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس إن ربكم لرءوف رحيم (7) والخيل والبغال والحمير) * * وقوله: * (ومنافع) المنافع هي الركوب والنتاج، وسائر ما ينتفع به. وقوله: * (ومنها تأكلون) هو التناول من لحمها ولبنها.
قوله تعالى: * (ولكم فيها جمال) أي: زينة، قال السدي: الجمال: أنها إذا خرجت ورئيت قيل: هذه إبل فلان.
وإنما خص [بقوله]: * (حين تريحون وحين تسرحون) الرواح في الأنعام هو إذا جاءت من مراعيها إلى أفنية ملاكها عشيا، والسراح هو إذا خرجت من الأفنية إلى المراعي بكرة؛ فإن قال قائل: لم قدم الرواح، والسراح هو المقدم؟ قلنا: لأن المالك يكون أعجب بها إذا راحت؛ ولأن المنافع منها إنما تؤخذ بعد الرواح.
وقوله: * (وتحمل أثقالكم) الثقل: هو المتاع الذي يثقل حمله. وقوله: * (إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس) أي: بجهد الأنفس ومشقتها، وقرئ: ' بشق الأنفس '. واختلفوا في البلد المذكور، قال بعضهم: هي مكة، وقال بعضهم: أي بلد كان في العالم، فإن قال قائل: أي مشقة في أن يركب دابة وطية ويسير عليها من بلد إلى بلد مع الزاد التام وأمن الطريق؟
والجواب أن السفر لا يخلو عن مشقة في الجملة، والثاني: أن معنى الآية لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس، لولا هذه الدواب.
وقوله: * (إن ربكم لرءوف رحيم) ظاهر المعنى. قوله تعالى: * (والخيل والبغال والحمير) الآية حكي أن أبا عمرو بن العلاء سئل: لم سميت الخيل خيلا؟ فلم يذكر شيئا، وكان ثم أعرابي حاضرا، فقال: سميت الخيل خيلا لاختيالها.
وقوله: * (لتركبوها) زعم بعضهم أن ركوب الحمر الغرة الحسان أبلغ في الزينة من الخيل والبغال؛ لأن الله تعالى قال: * (لتركبوها وزينة) عقيب ذكر الحمر، وهذا
(١٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 ... » »»