* (ما كانوا يكسبون (84) وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق وإن الساعة لآتية فاصفح الصفح الجميل (85) إن ربك هو الخلاق العليم (86) ولقد آتيناك سبعا) * * قوله تعالى: * (وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق) أي: لإظهار الحق، ووجه اتصال هذا بما قبله في المعنى أنهم لما كذبوا بالحق أهلكناهم؛ لأنا ما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق، وقيل: معنى الحق هو جزاء المحسن بإحسانه، وجزاء المسيىء بإساءته.
قوله تعالى: * (وإن الساعة لآتية) أي: فيظهر الجزاء بالإحسان والإساءة.
وقوله: * (فاصفح الصفح الجميل) أي: أعرض عنهم من غير جزع ولا شكوى.
قال ابن عباس: هذا قبل نزول آية السيف، ثم نسخ بآية السيف. وقوله: * (إن ربك هو الخلاق العليم) يعني: الخالق العليم بخلقه.
قوله تعالى: * (ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم) اختلف القول في هذا، فروي عن عمر وعلي وعبد الله بن مسعود - في إحدى الروايتين - ومجاهد وقتادة أنهم قالوا: هي فاتحة الكتاب، وقد ثبت هذا عن النبي برواية آدم بن أبي إياس عن ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن أبي هريرة أن النبي قال: ' الحمد لله: أم الكتاب، والسبع المثاني، والقرآن العظيم '.
قال الشيخ الإمام الأجل شيخ الإسلام أبو المظفر: أخبرناه المكي بن عبد الرزاق الكشميهني قال: أنا جدي أبو الهيثم محمد بن المكي، قال: أنا الفربري، قال: أنا محمد بن إسماعيل البخاري عن آدم بن أبي إياس... ' الخبر.
وقد اختلفوا في بسم الله الرحمن الرحيم، فقال علي وابن عباس: إنها الآية السابعة، وقال أبو هريرة ومجاهد وقتادة: إنها ليست بآية منها، والآية السابعة قوله: * (صراط الذين أنعمت عليهم).
وروى أبي بن كعب أن النبي قال: ' أنزلت علي سورة ما أنزلت في التوراة