تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٢ - الصفحة ٨
* (فضلا من ربهم ورضوانا وإذا حللتم فاصطادوا ولا يجرمنكم شنآن قوم أن صدوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا) * * كذلك، ثم نسخ بقوله: (اقتلوا المشركين).
وقوله: * (يبتغون فضلا من ربهم ورضوانا) قال ابن عمر: أراد به فضل التجارة، وقيل: هو الأجر * (وإذا حللتم فاصطادوا) وهذا أمر إباحة؛ أباح للحال الاصطياد.
* (ولا يجرمنكم شنآن قوم) قال أبو عبيدة: جرم أي: كسب ويقال: فلان جارم أهله، أي: كاسب أهله، و (أنشد) (ولقد طعنت أبا عيينة طعنة * جرمت فزارة بعدها أن يغضبوا) أي: كسبت، وقرأ الأعمش: * (ولا يجرمنكم) بضم الياء، وهو صحيح في العربية، يقال: جرم وأجرم، بمعنى واحد، وقيل: معناه: ولا يحملنكم شنآن قوم، أي: عداوة قوم.
* (أن صدوكم) أي: لأن صدوكم، وقرأ أبو عمرو: ' إن صدوكم ' على الشرط ومعنى الآية: لا يحملنكم عداوة قوم صدوكم * (عن المسجد الحرام أن تعتدوا) عليهم.
(وتعاونوا على البر والتقوى) البر: الصدق، وقيل البر: الاجتناب عن كل منهي. وفيه قول آخر: أن البر الإسلام، والتقوى: السنة.
* (ولا تعاونوا على الإثم والعدوان) الإثم: الكفر، والعدوان: البدعة، وقيل: الإثم الكفر، والعدوان: الظلم * (واتقوا الله إن الله شديد العقاب).
قوله - تعالى -: * (حرمت عليكم الميتة والدم) فالميتة: هي الحيوان الميت، والدم: دم الحيوان يراق ويسفح فهو حرام، وكان أهل الجاهلية يجعلون الدم في
(٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 ... » »»