* (شعائر الله ولا الشهر الحرام ولا الهدي ولا القلائد ولا آمين البيت الحرام يبتغون) * * مشاعر الحرم من الصفا والمروة وغيرهما، والمراد به النهي عن القتل في الحرم.
* (ولا الشهر الحرام) قال عكرمة: أراد به: ذا القعدة، وقال غيره: رجب، وقيل: هو عبارة عن جميع الأشهر الحرم، وقوله: * (ولا الهدي ولا القلائد) فالهدي: جمع الهدية، والمراد به: إبل الهدي، وأما القلائد: هي الإبل المقلدة، وكانوا يقلدون إبل الهدي، وقال عطاء: أراد به: أصحاب القلائد، وكانت عادة أهل الحرم أن يقلدوا أنفسهم، وإبلهم بشيء من لحاء شجر الحرم إذا أرادوا الخروج؛ لكيلا يتعرض لهم؛ فنهى الشرع عن التعرض لهذه الأشياء.
* (ولا آمين البيت الحرام) أي: ولا تتعرضوا للقاصدين إلى البيت الحرام، وسبب نزول هذا: ما روي: ' أن الحطم بن ضبيعة جاء في نفر إلى رسول الله بالمدينة، فعرض عليهم الإسلام، فلم يقبلوا وتعللوا وانصرفوا؛ حتى قال - عليه السلام - فيه: لقد أقبل بوجه كافر وأدبر بقفا غادر.
فذهب واستاق سرح المدينة؛ فتبعوه فلم يدركوه وهو يستاق الإبل، ويرتجز ويقول:
(قد لفها الليل بسواق حطم * ليس براعي إبل ولا غنم) (ولا بجزار على ظهر وضم *) فلما كان بعد فتح مكة، لقيه المسلمون في الموسم حاجا، ومعه إبل معشره وقلائد؛ فقصدوه، ولقيه النبي فأشار إلى أصحابه، وقال: دونكم الرجل؛ ليأخذوه؛ فنزلت الآية ' منعا للتعرض له ولشعائره وقلائده، قال الشعبي: كان هذا