تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٢ - الصفحة ٢١
* (أخذ الله ميثاق بني إسرائيل وبعثنا منهم اثني عشر نقيبا وقال الله إني معكم لئن أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وآمنتم برسلي وعزرتموهم وأقرضتم الله قرضا حسنا لأكفرن عنكم سيئاتكم ولأدخلنكم جنات تجري من تحتها الأنهار فمن كفر بعد) * * والقصة في ذلك: أن موسى - صلوات الله عليه - جعل على قومه اثنى عشر نقيبا على كل سبط نقيبا، فروى أنه بعثهم إلى مدينة الجبارين ليتعرفوا ويستخبروا عن حالهم، فلما رجعوا، خوفوا بني إسرائيل من قتالهم، وقالوا: أنتم لا تقاومونهم، وخالفوا أمر موسى إلا (رجلان) منهم، أحدهما: يوشع بن نون، والآخر: كالب بن يوقنا، وستأتي قصتهم مشروحة.
* (وقال الله) تعالى * (إني معكم) يعني: بالنصر * (لئن أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وآمنتم برسلي وعزرتموهم) قال أبو عبيدة: معناه: عظمتموهم، وقال غيره: نصرتموهم، والتعزير: التأديب في اللغة، وأصل التعزير: المنع؛ ولذلك سمى التأديب. تعزيرا؛ لأنه يمنع المؤدب عن فعل ما أدب عليه وعن سعد بن أبي وقاص: أصبحت بنو أسد تعزرني على الإسلام. أي: تؤدبني.
* (وأقرضتم الله قرضا حسنا) وهو إخراج الزكاة، وقال زيد بن أسلم: معناه النفقة على الأهل، وعن بعض السلف أنه سمع رجلا يقول: * (من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا) فقال: سبحان الله، والحمد لله ولا إله إلا الله، والله أكبر.
* (لأكفرن عنكم سيئاتكم ولأدخلنكم جنات تجري من تحتها الأنهار فمن كفر بعد ذلك [منكم] فقد ضل سواء السبيل) أي: أخطأ طريق الحق.
قوله - تعالى -: * (فبما نقضهم) ' ما ' صلة، أي: فبنقضهم * (ميثاقهم لعناهم) أبعدناهم عن الرحمة * (وجعلنا قلوبهم قاسية) أي: جافة غير لينة لا تدخلها الرحمة، وتقرأ: ' قسية ' قيل: معناه: قاسية، فعيل بمعنى فاعل، وقيل: معناه: أن قلوبهم ليست بخالصة الإيمان؛ عاشوا بها بين الكفر والنفاق، ومنه ' الدراهم القسية ' وهي المغشوشة، قال الشاعر:
(٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 ... » »»