تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٢ - الصفحة ٣٠٧
* (إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم وقاتلوا المشركين كافة) * * وفي الأخبار - أيضا - عن النبي: ' أن الكنز يتبعه حتى يلقمه يده فيقضمها، ثم يتبع سائر جسده '.
وقد روي عن عمر بن عبد العزيز - رحمه الله - أنه قال: الآية منسوخة بآية الزكاة. وقال سائر العلماء: ليست بمنسوخة. وعن أبي بكر الوراق - رحمه الله - أنه قال: إنما ذكر الجبهة والجنب والظهر؛ لأن الغني إذا رأى الفقير قبض جبهته، وزوى ما بين عينيه، وولاه ظهره، وأعرض عنه كشحه.
قوله تعالى: * (هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون) وعيد وتهديد.
قوله تعالى: * (إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله) قال أهل التفسير: معنى الآية: هو أن الشهور التي تعبد بها المسلمون في صيامهم وحجهم وأعيادهم وسائر أمورهم، هي الشهور بالأهلة، وقد كان أهل الجاهلية يحسبون السنة بالشهور الشمسية، ويجعلون السنة ثلاثمائة وخمسة وستين يوما وربع يوم. وأما في الشريعة فالسنة ما بينا، ولهذا يكون الصوم تارة في الشتاء وتارة في الصيف.
قوله: * (في كتاب الله) أي: في حكم الله، وقيل: في اللوح المحفوظ. * (يوم خلق السماوات والأرض) ظاهر المعنى.
قوله: * (منها أربعة حرم) هي: ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، ورجب. واحد فرد وثلاثة سرد.
(٣٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 302 303 304 305 306 307 308 309 310 311 312 ... » »»