تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٢ - الصفحة ٣٠٤
* (إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون (31) يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون (32) هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون (33) يا أيها الذين آمنوا إن كثيرا من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في) * * قوله: * (والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون) معناه ظاهر.
قوله تعالى: * (يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم) معناه: يريدون أن يخمدوا نور الله، والمراد من النور: القرآن، وقيل: هو محمد.
وقوله: * (بأفواههم) معناه: بتكذيبهم.
قوله: * (ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون) ظاهر المعنى.
قوله تعالى: * (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون) قال المفسرون: هذا عند نزول عيسى ابن مريم - عليه السلام لا يبقى في الأرض أحد إلا أسلم.
وفي قوله: * (ليظهره على الدين كله) قول آخر: وهو أنه الإظهار بالحجة؛ فدين الإسلام ظاهر على كل الأديان بالدليل والحجة.
قوله تعالى: * (يا أيها الذين آمنوا إن كثيرا من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله) الآية، وقد بينا معنى الأحبار والرهبان من قبل وقوله: * (ليأكلون أموال الناس بالباطل) قال أهل التفسير: إن المراد منه أخذ الرشاء في الأحكام والمآكل التي كانت لعلمائهم على سفلتهم * (ويصدون عن سبيل الله) معناه: أنهم يمنعون الناس عن الإسلام، وقوله: * (والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله) الكنز هو المال المجموع، قال الشاعر:
(٣٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 299 300 301 302 303 304 305 306 307 308 309 ... » »»