تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٢ - الصفحة ٣١٨
* (الصلاة إلا وهم كسالى ولا ينفقون إلا وهم كارهون (54) فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون (55) ويحلفون بالله إنهم لمنكم وما هم منكم ولكنهم قوم يفرقون) * * قوله تعالى: * (فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم) الإعجاب بالشيء هو السرور به.
وقوله: * (إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا) فيه سؤال، وهو أنه يقال: كيف يكون التعذيب بالمال والولد وهم يتنعمون بالأموال والأولاد؟
الجواب من وجوه:
أحدهما: أن في الآية تقديما وتأخيرا، كأنه تعالى قال: فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم في الحياة الدنيا، إنما يريد الله ليعذبهم بها في الآخرة.
والقول الثاني: أن التعذيب بالمصائب الواقعة في المال والولد.
الثالث: أن معنى التعذيب هو التعب في الجمع، وشغل القلب بالحفظ، وكراهة الإنفاق مع الإنفاق، وتحليفه عند من لا يحمده، وقدومه على من لا يعدله.
وقوله * (وتزهق أنفسهم وهم كافرون) تخرج أنفسهم وهم كافرون.
وفي الآية رد على القدرية، وهو ظاهر.
قوله تعالى: * (ويحلفون بالله إنهم لمنكم) يعني: من جملتكم * (وما هم منكم) يعني: ليسوا من جملتكم * (ولكنهم قوم يفرقون) أي: يخافون.
وفي الحكايات: أن بعض الملحدين رئي يصلي صلاة حسنة، فسئل عن ذلك فقال: عادة أهل البلد، وصيانة المال والولد.
قوله تعالى: * (لو يجدون ملجأ أو مغارات أو مدخلا) قال قتادة: والملجأ: الحصون، والمغارات: الغيران، والمدخل: الأسراب. وهذا قول حسن. فمعنى الآية: لو يجدون مخلصا منكم ومهربا لفارقوكم، وهذا معنى قوله تعالى: * (لولوا إليه وهم يجمحون) يعني: يسرعون، يقال: فرس جموح إذا لم يكن رده عن وجهه بشيء.
(٣١٨)
مفاتيح البحث: الصّلاة (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 313 314 315 316 317 318 319 320 321 322 323 ... » »»