تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٢ - الصفحة ٣١١
* (هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده) * * قوله: * (إذ يقول لصاحبه) أي: لأبي بكر - رضي الله عنه - باتفاق أهل العلم.
وروي أن النبي قال: ' أبو بكر صاحبي في الغار، وصاحبي على الحوض '.
وعن الحسين بن الفضل البجلي أنه قال: من قال: إن أبا بكر ليس بصاحب رسول الله فهو كافر، لإنكاره نص القرآن، وفي سائر الصحابة إذا أنكر يكون مبتدعا ولا يكون كافرا.
قوله: * (لا تحزن إن الله معنا) روي ' أن النبي لما خرج مع أبي بكر - رضي الله عنه - أمر عليا حتى اضطجع على فراشه، وذكر له أنه لا يصيبه سوء، وخرج مع أبي بكر قبل الغار، وجاء المشركون يقصدون النبي فقام علي - رضي الله عنه - من مضجعه فقالوا له: أين صاحبك؟ قال: لا أدري، فخرجوا في طلبه يقتفون أثره حتى وصلوا إلى الغار، فلما أحس أبو بكر - رضي الله عنه - بهم خاف خوفا شديدا، وقال: يا رسول الله، إن أقتل يهلك واحد، وإن تقتل تهلك هذه الأمة، فقال له النبي: لا تحزن إن الله معنا '. وقد ثبت أن النبي قال له: ' يا أبا بكر! ما ظنك باثنين الله ثالثهما '. وفي القصة: أن الله تعالى أنبت ثمامة على فم الغار، وهي شجرة صغيرة، وألهم حمامة حتى فرخت، وألهم عنكبوتا حتى نسجت.
قوله تعالى: * (فأنزل الله سكينته عليه) فيه قولان: أحدهما: على النبي. وهو اختيار الزجاج.
والآخر: أنه على أبي بكر، وهو قول الأكثرين؛ لأن السكينة هاهنا ما يسكن به
(٣١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 306 307 308 309 310 311 312 313 314 315 316 ... » »»