تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٢ - الصفحة ٣٠٣
* (ذلك قولهم بأفواههم يضاهئون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله أنى يؤفكون (30) اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا) * * والقول الثاني: أن النصارى قالوا في المسيح ما قالت اليهود في عزير، فهذا معنى قوله: * (يضاهئون قول الذين كفروا من قبل).
* (قاتلهم الله) قال أبو عبيدة: لعنهم الله، وقيل: قتلهم الله، كما تقول العرب: عافاه الله، أي: أعفاه الله.
وفيه قول ثالث: أن هذه كلمة تعجب، قال الشاعر:
(فيا قاتل الله ليلى كيف تعجبني * وأخبر الناس أنى لا أباليها) وليس المعنى تحقيق المقاتلة؛ ولكنه كلمة تعجب.
قوله تعالى: * (أنى يؤفكون) معناه: أنى يصرفون، يقال: أرض مأفوكة إذا صرف عنها المطر، وقول مأفوك إذا كان مصروفا عن الحق.
قوله تعالى * (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله) يقال: الأحبار من اليهود، والرهبان من النصارى، وقد بينا فيها أقوالا من قبل. فإن قال قائل: إنهم لم يعبدوا الأحبار والرهبان، فأيش معنى قوله * (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله)؟
قلنا: معناه: أنهم استحلوا ما أحلوا، وحرموا ما حرموا؛ فهذا معنى عباداتهم لهم. وقد صح هذا المعنى برواية عدي بن حاتم، عن النبي.
(٣٠٣)
مفاتيح البحث: عدي بن حاتم (1)، القتل (3)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 298 299 300 301 302 303 304 305 306 307 308 ... » »»