تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٢ - الصفحة ٣١٠
* (بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل (38) إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما ويستبدل قوما غيركم ولا تضروه شيئا والله على كل شيء قدير (39) إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ) * * وقوله: * (إلى الأرض) أي: إلى الدنيا، وسمى الدنيا أرضا، لأنها في الأرض.
قوله: * (أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة) أي: بنعيم الدنيا من نعيم الآخرة.
قوله * (فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل). روى عن سعيد بن جبير أنه قال: جميع الدنيا جمعة من جمع الآخرة. وقد صح عن النبي أنه قال: ' ما الدنيا في الآخرة إلا مثل ما يجعل أحدكم إصبعه في اليم فلينظر بما يرجع '.
قوله تعالى: * (إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما) هذا تهديد ووعيد لمن ترك النفر في سبيل الله، والنفر ضد الهدوء والسكون.
قوله: * (ويستبدل قوما غيركم ولا تضروه شيئا) معناه: إن ضره راجع إليكم لا إليه * (والله على كل شيء قدير) ظاهر المعنى.
قوله تعالى: * (إلا تنصروه فقد نصره الله) معناه: إن لم تنصروه فقد نصره الله * (إذ أخرجه الذين كفروا) قد بينا قصة إخراجهم في قوله تعالى: * (وإذ يمكر بك الذين كفروا) الآية. قوله: * (ثاني اثنين) معناه: أحد اثنين، تقول العرب: خامس خمسة أي: أحد الخمسة، ورابع أربعة أي: أحد الأربعة.
قال المفسرون: عاتب الله جميع الناس بترك نصرة الرسول سوى أبي بكر - رضي الله عنه - وقيل: نصرته عن خلقي إلا عن أبي بكر - رضي الله عنه - فإنه قد نصره.
قوله تعالى: * (إذ هما في الغار) الغار: ثقب في الجبل، وهذا الجبل هو جبل ثور، جبل قريب من مكة.
(٣١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 305 306 307 308 309 310 311 312 313 314 315 ... » »»