تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٢ - الصفحة ٢٧
* (وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فإن يخرجوا منها فإنا داخلون (22) قال رجلان من الذين يخافون أنعم الله عليهما ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون) * * قوله - تعالى -: * (قال رجلان من الذين يخافون أنعم الله عليهما) هما يوشع وكالب (قالا): * (ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون) وذلك باب كانوا عرفوا أنهم إذا دخلوا من ذلك الباب غلبوا، (ويقرأ) في الشواذ: ' قال رجلان من الذين يخافون ' - ضم الياء - فيكون معناه: رجلان من أولئك العمالقة، قيل: أسلم رجلان منهم، وقالا هذه المقالة * (وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين).
قوله - تعالى - * (قالوا يا موسى إنا لن ندخلها أبدا ما داموا فيها) وهذا معلوم * (فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون) قال الحسن: كفروا بهذه المقالة، وقال غيره: بل فسقوا بمخالفة أمره، وتقدير قوله: * (فاذهب أنت وربك فقاتلا) أي: فاذهب أنت، وليعنك ربك على القتال، وفيه قول آخر: أن معنى قوله: * (فاذهب أنت وربك) أي: وكبيرك، وأرادوا أخاه الأكبر هارون، والعرب تسمي الكبير ربا، قال الله - تعالى - في قصة يوسف: * (إنه ربي أحسن مثواي) أي: كبيري وأراد به ' عزيز مصر ' ويحتمل أنهم قالوا ذلك لموسى؛ جهلا وغباوة، ففسقوا به، وروى ابن مسعود عن النبي ' أنه لما خرج يوم بدر، قال له المقداد بن عمرو: لا نقول لك ما قالت بنو إسرائيل لموسى: اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون، ولكن نقول: سر أنت حيث شئت [فإنا] معك سائرون ' وروى: ' أن الأنصار قالوا يا رسول الله: لو ضربت بأكبادها إلى برك الغماد سرنا معك ' يعني: بأكباد الإبل إلى برك الغماد، وهو موضع.
قوله - تعالى -: * (قال رب إني لا أملك إلا نفسي وأخي) معناه: لا أملك إلا
(٢٧)
مفاتيح البحث: الجهل (1)، الضرب (1)، القتل (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 ... » »»