تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٢ - الصفحة ٢٤
* (الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم (16) لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم قل فمن يملك من الله شيئا إن أراد أن يهلك المسيح ابن مريم وأمه ومن في الأرض جميعا ولله ملك السماوات والأرض وما بينهما يخلق ما يشاء والله على كل شيء) * * الله، ابن كل أحد يكون من جنسه، فكأنهم قالوا: المسيح هو الله.
* (قل فمن يملك من الله شيئا) أي: فمن يقدر أن يدفع أمر الله (* (إن أراد أن يهلك المسيح ابن مريم وأمه ومن في الأرض جميعا) * ولله ملك السماوات والأرض وما بينهما يخلق ما يشاء والله على كل شيء قدير) فيه إشارة إلى أن المستحق للألوهية من له ملك السماوات، ومن له هذه القدرة فإياه فاعبدوا.
قوله - تعالى -: * (وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه) يعني: أن الله كالأب لنا في الحنو، والعطف، ونحن كالأبناء في القرب، والمنزلة، وقال إبراهيم النخعي - في اليهود -: إنهم وجدوا في التوراة: ' يا أبناء أحبارى ' فبدلوا، وقرءوا: ' يا أبناء أبكارى '؛ فمن ذلك قالوا: نحن أبناء الله. وأحباؤه، وأما في النصارى فإنهم حكوا عن عيسى أنه قال: ' أذهب إلى أبي وأبيكم '؛ فمن ذلك قالوا: نحن أبناء الله.
* (قل فلم يعذبكم بذنوبكم) يعني: أن الأب لا يعذب ابنه، والحبيب لا يعذب حبيبه، أي: فلم يعذبكم الله بذنوبكم، وهو على زعمكم أبوكم وحبيبكم، ثم قال: * (بل أنتم بشر ممن خلق) أي: آدميون من جملة الخلق * (يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء ولله ملك السماوات والأرض وما بينهما وإليه المصير).
قوله - تعالى -: * (يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم على فترة من الرسل) أي: على انقطاع من الرسل، واختلفوا في زمان الفترة، قال أبو عثمان النهدي: زمان الفترة: بين عيسى ومحمد، وكان ستمائة سنة، وقيل خمسمائة سنة، وإنما سماه زمان الفترة، لأن الرسل كانوا بعد موسى تترى من غير انقطاع، ولم يكن بعد عيسى رسول سوى محمد * (أن تقولوا ما جاءنا من بشير ولا نذير) قال الكوفيون: معناه: أن لا تقولوا: وقال البصريون معناه: كراهة أن تقولوا، وهو
(٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 ... » »»