تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٢ - الصفحة ٢٣٣
* (منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين (175) ولو شئنا لرفعناه ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا فاقصص القصص لعلهم يتفكرون (176) ساء مثلا القوم الذين) * * دميمة؛ فقالت له: ادع الله أن يجعلني من أجمل نساء العالم، فدعا الله تعالى فاستجاب دعوته؛ فتمردت واستعصت عليه؛ فدعا الله تعالى أن يجعلها كلبة؛ فجعلت، فقال له بنوها: ادع الله أن يردها، فدعا الله تعالى فعادت كما كانت، فذهبت فيها دعواته الثلاثة، والقولان الأولان أظهر.
وقوله: * (فأتبعه الشيطان) أي: أدركه الشيطان، يقال: تبعه إذا سار في أثره، واتبعه إذا أدركه * (فكان من الغاوين) أي: من الضالين.
قوله تعالى: * (ولو شئنا لرفعناه بها) أي لرفعنا درجته ومنزلته بتلك الآيات وأمتناه قبل أن يكفر، وقيل معناه: لو شئنا [لحلنا] بينه وبين الكفر * (ولكنه أخلد إلى الأرض) أي: مال إلى الدنيا، * (واتبع هواه) وهذه أشد آية في حق العلماء، وقلما يخلوا عن أحد هذين عالم من الركون إلى الدنيا، ومتابعة الهوى.
* (فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث) ضرب له مثلا بأخس حيوان في أخس الحال؛ فإنه ضرب له المثل بالكلب لاهثا، وحقيقة المعنى: أنك إن حملت على الكلب وطردته يلهث، وإن تتركه يلهث، فكذلك الكافر، إن وعظته وزجرته فهو ضال، وإن تركته فهو ضال، واللهث: إدلاع اللسان.
* (ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا) ضرب المثل ثم بين أنه مثل ذلك (الذي) سبق ذكره، وقيل: هذا كله ضرب مثل للكفار مكة؛ فإنهم كانوا يتمنون أن يكون منهم بني، فلما بعث النبي حسدوه وكفروا؛ فكانوا كفارا قبل بعثته وكفارا (بعد بعثته) * (فاقصص القصص لعلهم يتفكرون).
(٢٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 228 229 230 231 232 233 234 235 236 237 238 ... » »»