تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٢ - الصفحة ٢٢٨
(* (168) فخلف من بعدهم خلف ورثوا لكتاب يأخذون عرض هذا الأدنى ويقولون سيغفر لنا وإن يأتهم عرض مثله يأخذوه ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب أن لا يقولوا على الله إلا الحق ودرسوا ما فيه والدار الآخرة خير للذين يتقون أفلا تعقلون (169)) * * قوله تعالى: * (فخلف من بعدهم خلف) اعلم أن الخلف يقال في الذم والمدح جميعا، لكن عند الإطلاق الخلف للمدح، والخلف للذم، قال الشاعر:
(لنا لقدم الأولى إليك وخلفنا * لأولنا في طاعة لله تابع) وهاهنا للذم، وأراد به أبناء الذين سبق ذكرهم من أصحاب السبت * (ورثوا الكتاب) يعني: انتقل إليهم الكتاب * (يأخذون عرض هذا الأدنى) أي: حطام الدنيا، وإنما سميت الدنيا دنيا؛ لأنها أدنى إلى الخلق من الآخرة؛ ولذلك قال: (* (عرض هذا الأدنى) * ويقولون سيغفر لنا) وهذا اغترار منهم بالله - تعالى - وفي الحديث: ' الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والفاجر من أتبع نفسه هواها، وتمنى على الله المغفرة ' * (وإن يأتهم عرض مثله يأخذوه) قال مجاهد: وصفهم بالإصرار على الذنب، وقيل معناه: إنهم يأخذون أخذا بعد أخذ لا يبالون من حلال كان أو من حرام، بل يأخذون من غير تفتيش.
* (ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب ألا يقولوا على الله إلا الحق) أي: أخذ عليهم العهد ألا يقولوا على الله الباطل في التوراة * (ودسوا ما فيه) أي: علموا ذلك فيه بالدرس، قاله الضحاك، ودرس الكتاب: قراءته مرة بعد أخرى * (والدار الآخرة خير للذين يتقون أفلا تعقلون).
(٢٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 223 224 225 226 227 228 229 230 231 232 233 ... » »»