* (ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين (172) أو) * * مسح صفحة ظهر آدم اليمنى فأخرج منه ذرية بيضاء كهيئة الذر يتحركون، ثم مسح صفحة ظهر آدم اليسرى فأخرج منه ذرية سوداء كهيئة الذر، فقال: يا آدم، هؤلاء ذريتك، ثم قال لهم: * (ألست بربكم)؟ قالوا: بلى، فقال للبيض: هؤلاء في الجنة برحمتي ولا أبالي، وهم أصحاب اليمين، وقال للسود: هؤلاء في النار ولا أبالي، وهم أصحاب الشمال، ثم أعادهم جميعا في صلبه، فأهل القبور محبوسون حتى يخرج أهل الميثاق كلهم من أصلاب الرجال وأرحام النساء.
قال الله تعالى فيمن نقض العهد: * (وما وجدنا لأكثرهم من عهد) وروى أبو العالية عن أبي بن كعب في هذه الآية، قال: جمعهم الله جميعا، فجعلهم أرواحا ثم صورهم، ثم استنطقهم، فقال: * (ألست بربكم)؟ قالوا: بلى، شهدنا أنك ربنا وإلهنا، لا رب لنا غيرك، قال الله - تعالى -: فأرسل إليكم رسلي، وأنزل عليكم كتبي، فلا تكذبوا رسلي، وصدقوا كلامي، فإني سأنتقم ممن أشرك ولم يؤمن بي، فأخذ عهدهم وميثاقهم.
وفي بعض الأخبار: أن الله استخرج ذرية آدم، فنثرهم بين يدي آدم، ثم كلمهم قبلا - أي: عيانا - فقال: * (ألست بربكم)؟ قالوا: بلى. وقيل: جعل لهم عقولا يفهمون بها، وألسنة ينطقون بها، ثم خاطبهم وألهمهم الجواب.
وقال بعض المفسرين عن علماء السلف: إن الكل قالوا: بلى، لكن المؤمنين قالوا: بلى طوعا، وقال الكافرون كرها، وهذا معنى قوله - تعالى -: * (وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها).
رجعنا إلى قوله تعالى: * (وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم) فإن قال قائل: لما كان الاستخراج من ظهر آدم، فكيف قال: * (أخذ ربك من بني آدم من