تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٢ - الصفحة ٢٢٢
* (التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون (157) قل يا أيها) * * في التوراة أمة إذا هم أحدهم بحسنة كتبتها له حسنة، وإن عمل بها كتبتها له عشرا إلى سبعمائة ضعف، وإذا هم بسيئة لم تكتبها (عليه)، فإن عمل بها كتبتها عليه واحدة، اجعلهم من أمتي، فقال: تلك أمة أحمد. فألقى الألواح، وقال: اللهم اجعلني من أمة محمد '. وهذا قول آخر، ذكر في سبب إلقائه الألواح، والأول أظهر.
قوله تعالى: * (الذين يتبعون الرسول النبي الأمي) هو محمد وقد بينا معنى الأمي فيما سبق.
* (الذي يجدونه مكتوبا) أي: موصوفا * (عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات) يعني: ما حرمه الكفار من السوائب والوصائل والبحائر والحوامي، ونحو ذلك * (ويحرم عليهم الخبائث) وذلك مثل: الميتة والدم ولحم الخنزير ونحوه * (ويضع عنهم إصرهم) الإصر: كل ما يثقل على الإنسان من قول أو فعل، والإصر: العهد الثقيل: وإصرهم: أن الله - تعالى - جعل توبتهم بقتلهم أنفسهم * (والأغلال التي كانت عليهم) وذلك مثل ما كان عليهم من قرض موضع النجاسة عن الثوب بالمقراض، ولا يجزئهم غسلها، وأنه كان لا تجوز صلاتهم إلا في الكنائس، وأنه لا يجوز لهم أخذ الدية عن القتيل بل كان يتعين القصاص، وكان يجب عليهم قطع الجوارح الخاطئة لا يسعهم غير ذلك، فسماها أغلالا؛ لأنها كانت كالطوق في عنقهم.
* (فالذين آمنوا به) أي: بمحمد * (وعزروه) أي: عظموه * (ونصروه واتبعوا
(٢٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227 ... » »»