* (والذين يمسكون بالكتاب وأقاموا الصلاة إنا لا نضيع أجر المصلحين (170) وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة وظنوا أنه واقع بهم خذوا ما آتيناكم بقوة واذكروا ما فيه لعلكم تتقون (171) وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم) * * قوله تعالى: * (والذين يمسكون بالكتاب وأقاموا الصلاة) قيل: هذا في أمة محمد وقيل: هو فيمن أسلم من اليهود، يمسكون بالقرآن، وأقاموا الصلاة * (إنا لا نضيع أجر المصلحين).
قوله تعالى: * (وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة) نتقنا أي: رفعنا الجبل فوقهم، وقد ذكر هذا في سورة البقرة * (وظنوا أنه واقع بهم) يعني: وأيقنوا، والظن: اليقين: وقيل: غلب على ظنهم أنه واقع بهم * (خذوا ما آتيناكم بقوة واذكروا ما فيه لعلكم تتقون) وقد ذكرنا القصة في سورة البقرة.
قوله تعالى: * (وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم) في الآية نوع إشكال، وشرحها وتفسيرها في الأخبار، روى مالك في الموطأ بإسناده عن مسلم بن يسار الجهني عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أنه سئل عن هذه الآية، فقال: سمعت رسول الله يقول: ' إن الله - تعالى - مسح ظهر آدم، فاستخرج منه ذرية، وقال: هؤلاء في الجنة وبعمل أهل الجنة يعملون، ثم مسح ظهر آدم فاستخرج ذرية، وقال: هؤلاء أهل النار، وبعمل أهل النار يعملون، فقيل: يا رسول الله، ففيم العمل إذا؟ فقال: إن الله - تعالى - إذا خلق للجنة أهلا استعملهم بعمل أهل الجنة حتى يدخلهم الجنة، وإذا خلق للنار خلقا استعملهم بعمل أهل النار حتى يدخلهم النار ' والمعروف والذي عليه جماعة المفسرين في معنى الآية أن الله - تعالى -