تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٢ - الصفحة ٢٣٧
* (مبين (184) أو لم ينظروا في ملكوت السماوات والأرض وما خلق الله من شيء وأن عسى أن يكون قد اقترب أجلهم فبأي حديث بعده يؤمنون (185) من يضلل الله فلا هادي له ويذرهم في طغيانهم يعمهون (186) يسألونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت في السماوات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة يسألونك كأنك حفي عنها قل إنما علمها عند الله ولكن أكثر الناس لا يعلمون (187) * * قوله تعالى: * (أو لم ينظروا في ملكوت السماوات والأرض) يعني: استدلوا بها على وحدانية الله تعالى * (وما خلق الله من شيء) أي: أو لم ينظروا إلى ما خلق الله من شيء * (وأن عسى أن يكون قد اقترب أجلهم) يعني: لعل قد اقترب أجلهم فيموتوا قبل أن يؤمنوا * (فبأي حديث بعده يؤمنون) أي: بأي نبي بعد محمد، وبأي كتاب بعد كتاب محمد يؤمنون.
قوله تعالى: * (من يضلل الله) أي: من يضلله الله * (فلا هادي له ويذرهم في طغيانهم يعمهون) أي: في غلوهم في الباطل * (يعمهون) يتحيرون ويترددون.
قوله تعالى: * (يسألونك عن الساعة أيان مرساها) أي: مثبتها، يقال: أرسى، أي: أثبت، ومعناه: يسألونك عن الساعة متى قيامها * (قل إنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها) لا يظهرها لوقتها (* (إلا هو) * ثقلت في السماوات والأرض) أي: خفي علمها في السماوات والأرض، فكأنما ثقلت، وكل خفي ثقيل، ومعناه: ثقيل وصفها على أهل السماوات والأرض؛ بما يكون فيها من تكوير الشمس والقمر، وتكوير النجوم، وتسيير الجبال، وطي السماوات والأرض، وقيل معناه: عظم وقوعها على أهل السماوات والأرض.
* (لا تأتيكم إلا بغتة) أي: فجأة.
* (يسألونك كأنك حفي عنها) أي كأنك مسرور بسؤالهم عنها، يقال: تحفيت فلانا في المسألة إذا سألته وأظهرت السرور في سؤالك، فعلى هذا تقدير الآية:
(٢٣٧)
مفاتيح البحث: الباطل، الإبطال (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 232 233 234 235 236 237 238 239 240 241 242 ... » »»