* (كذبوا بآياتنا وأنفسهم كانوا يظلمون (177) من يهد الله فهو المهتدي ومن يضلل فأولئك هم الخاسرون (178) ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لا) * * قوله تعالى * (ساء مثلا القوم الذين كذبوا بآياتنا) أي: بئس المثل مثلا القوم (* (وأنفسهم كانوا يظلمون) * من يهد الله) أي: من يهده الله * (فهو المهتد ومن يضلل) أي: ومن يضلله الله * (فأولئك هم الخاسرون) وهذا دليل على القدرية؛ حيث نسب الهداية والضلالة إلى فعله من غير سبب.
قوله تعالى: * (ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس) أي: خلقنا لجهنم كثيرا، وهذا على وفق قول أهل السنة، وروت عائشة - رضي الله عنها - عن النبي أنه قال: ' إن الله تعالى خلق الجنة، وخلق لها أهلا؛ خلقهم لها وهم في أصلاب بائهم، وخلق النار، وخلق لها أهلها، خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم ' وهذا في الصحيح، وفي رواية أخرى: ' إن الله تعالى خلق الجنة وخلق لها أهلا بأسمائهم وأسماء آبائهم وأسماء قبائلهم، وخلق النار، وخلق لها أهلا بأسمائهم وأسماء آبائهم وأسماء قبائلهم - وهذا الحديث ليس في الصحيح - لا يزاد فيهم ولا ينقص ' وقيل معنى قوله: * (ولقد ذرأنا لجهنم) أي: ذرأناهم، وعاقبة أمرهم إلى جهنم، واللام لام العاقبة، وهذا مثل قول القائل:
(يا أم سليم فلا تجزء عن * فللموت ما تلد الوالدة) وقال آخر:
(وللموت تغذوا الوالدات سخالها * كما لخراب الدهر تبنى المساكن)