تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٢ - الصفحة ٢٢٦
* (ربكم ولعلهم يتقون (164) فلما نسوا ما ذكروا به أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون (165) فلما عتوا عن ما نهوا عنه قلنا لهم) * * لم ينهاكم عن الاصطياد في هذا اليوم وإنما نهاكم عن الأكل، فاصطادوا يوم السبت، ثم افترقوا على ثلاث فرق: فرقة اصطادت، وفرقة نهت وأمرت بالمعروف، وفرقة سكتت؛ فقالت الفرقتان للفرقة العاصية: لا نساكنكم قرية عصيتم الله فيها؛ فاعتزلنا القرية وخرجوا، فلما أصبحوا جاءوا إلى باب القرية، فلم يفتحوا لهم الباب؛ فجاءوا بسلم، فلما صعدوا بالسلم، رأوهم قد مسخوا قردة، قال قتادة: كانت لهم أذناب يتعادون.
فقوله: * (وإذ قالت أمة منهم) هي الفرقة الساكتة، قالت للفرقة الناهية: * (لم تعظون قوما) يعني: الفرقة العاصية * (الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا قالوا معذرة إلى ربكم) أي: موعظتنا معذرة، وذلك أنا قد أمرنا بالأمر بالمعروف، فنأتهم هذا الأمر وإن لم يقبلوا؛ حتى يكون ذلك لنا عذرا عند الله - تعالى - ويقرأ ' معذرة ' بالنصب، أي: نعتذر معذرة إلى ربكم * (ولعلهم يتقون).
قوله تعالى: * (فلما نسوا ما ذكروا به) أي: تركوا ما ذكروا به، قيل: كانوا يصطادون سبعة أيام، وقيل: كانوا قد اصطادوا يوما واحدا.
* (أنجينا الذين ينهون عن السوء) يعني: الفرقة الناهية * (وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس) يعني: الفرقة العاصية، فأخذناهم بعذاب بئيس على وزن فعيل. وبئس على وزن فعل، وبئس على وزن فعلل، والكل واحد، ومعناه: بعذاب شديد، قال ابن عباس: بعذاب لا رحمة فيه.
* (بما كانوا يفسقون) قال ابن عباس: أدري أن الفرقة العاصية قد هلكت، وأن الفرقة الناهية قد نجت، ولا أدري ما حال الفرقة الساكتة.
قال عكرمة: ما زلت أنزله - يعني: من الآيات درجة درجة - وأبصره - يعني: ابن عباس - حتى قال: نجت الفرقة الساكتة، وكساني بذلك حلة. فإن عكرمة كان
(٢٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 221 222 223 224 225 226 227 228 229 230 231 ... » »»