* (يأخذوا بأحسنها سأريكم دار الفاسقين (145) سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا ذلك بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين (146) والذين كذبوا بآياتنا ولقاء الآخرة حبطت أعمالهم هل يجزون إلا ما كانوا) * * كان فيه من الفرائض المكتوبة والنوافل المندوب إليها فإنها الأحسن، وأما الحسن: ما كان مباحا، وقيل: معنى قوله: * (يأخذوا بأحسنها) أي: بأحسن الأمرين في كل شيء، كالعفو أحسن من الاقتصاص، والصبر أحسن من الانتصار * (سأريكم دار الفاسقين) وقرأ قسامة بن زهير: ' سأورثكم ' من التوريث، فعلى هذا معناه: سأورثكم أرض مصر، وأما القراءة المعروفة ' سأريكم ' قال مجاهد وجماعة: سأريكم جهنم، وقيل: أراد به مصارع الكفار. قال قتادة: دار الفاسقين أراد بها الشام؛ على معنى: أريكم فيها ما أهلكت من قرى الكفار قبلكم؛ لأن موسى خرج بهم إلى الشام.
قوله - تعالى -: * (سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق) قال سفيان بن عيينة معناه: سأمنعهم فهم القرآن، قال الزجاج تقديره: سأصرفهم عن قبول آياتي، وأما التكبر: هو طلب الفضل من غير استحقاق.
* (وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا) وقرأ أبو عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ: ' سبيل الرشاد ' المعدوف: ' سبيل الرشد ' ويقرأ أيضا: ' سبيل الرشد ' والرشد والرشد واحد، وهو الصلاح.
* (وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا) يعني: سبيل الضلالة * (ذلك بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين) لأنهم لما لم يتدبروا القرآن فكأنهم عنه غافلين * (والذين كذبوا بآياتنا ولقاء الآخرة حبطت أعمالهم) أي: بطلت أعمالهم * (هل يجزون إلا ما كانوا يعملون).
قوله تعالى: * (واتخذ قوم موسى من بعده من حليهم) ويقرأ: ' من حليهم '