تفسير السمعاني - السمعاني - ج ١ - الصفحة ٣٦٢
* (الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين (140) وليحمص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين (141) أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا) * * قوله تعالى: * (وليحمص الله الذين آمنوا) وكل هذا على نسق قوله: * (ليقطع طرفا) (وكذلك) قوله: * (وليعلم الله الذين آمنوا) وأما التمحيص: قيل: هو [التخليص] وهو قول الحسن، وقال مجاهد: هو بمعنى: الابتلاء، وحقيقة معنى التمحيص: التطهير من الذنوب، تقول العرب: محص عنا ذنوبنا أي: طهرنا من الذنوب.
* (ويمحق الكافرين) [معنى] الآية: أنهم إن قتلوكم؛ فذلك تطهير لكم، وإن قتلتموهم فذلك محق لهم واستئصال.
قوله تعالى: * (أم حسبتم) أي: [أحسبتم] * (أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم) أي: ولم يعلم الله الذين وقع منهم الجهاد، * (ويعلم الصابرين).
قوله تعالى: * (ولقد كنتم تمنون الموت) سبب نزول الآية أن الذين تخلفوا من حرب بدر من المسلمين قالوا لما انقضت حرب بدر: لو كان لنا يوم مثله فنقاتل ونقتل ونستشهد، فلما كان يوم أحد انهزموا، وهربوا؛ فنزلت الآية.
* (ولقد كنتم تمنون الموت) أي: سبب الموت وهو الجهاد؛ إذ لا يجوز أن يتمنى الموت بقتل الكافر إياه * (من قبل أن تلقوه) أي: تلقون سببه من الجهاد * (فقد رأيتموه وأنتم تنظرون)، فإن قيل: ما معنى قوله: * (وأنتم تنظرون)، وقد قال: * (فقد رأيتموه)؟ (قيل): يحتمل [أن تكون] الرؤية بمعنى العلم؛ فقال:
(٣٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 357 358 359 360 361 362 363 365 366 367 368 ... » »»