* (على المؤمنين (152) إذ تصعدون ولا تلوون على أحد والرسول يدعوكم في أخراكم فأثابكم غما بغم لكيلا تحزنوا على ما فاتكم ولا ما أصابكم والله خبير بما تعملون) * * والخطاب مع المسلمين الذين انهزموا، بقوله: * (إذ تصعدون ولا تلوون على أحد) أي: لا تعرجون، ولا تلتفتون إلى أحد، ثم منهم من قال: * (أراد بالأحد): الرسول، ومنهم من قال: معناه: لا تلوون على أحد من الناس.
* (والرسول يدعوكم في أخراكم) يعني: في آخر الجيش، وكان يدعوهم: ' عباد الله، إلي إلي، أنا رسول الله، فلم يلتفتوا إليه، ومضوا '.
* (فأثابكم غما بغم) أي: جازاكم، ثم اختلفوا، منهم من قال: الغم الأول: هو القتل، والهزيمة التي وقعت على المسلمين، والغم الثاني: هو الإرجاف من قول الشيطان: إن محمدا قد قتل. وقيل: [إن] الغم الأول: هو القتل والهزيمة، والغم الثاني: هو فوات الظفر على العدو.
وقال الزجاج: معناه: أنهم غموا الرسول بمخافة أمره؛ فجازاهم الله تعالى بذلك الغم غم القتل والهزيمة؛ وإنما سماه ثوابا؛ لأنه وضعه موضع الثواب، كما قال: * (فبشرهم بعذاب أليم) سمى العذاب: بشارة؛ لأنه وضعه موضع البشارة * (ليكلا تحزنوا على مل فاتكم ولا ما أصابكم) من القتل والهزيمة، منعهم الله تعالى من الحزن على شيء ابتلاهم الله به، ووعد الثواب عليه * (والله خبير بما تعملون).
قوله تعالى: * (ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة) قيل: الأمن والأمنة بمعنى