تفسير السمعاني - السمعاني - ج ١ - الصفحة ٣٥١
* (أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون (116) مثل ما ينفقون في هذه الحياة الدنيا كمثل ريح فيها صر أصابت حرث قوم ظلموا أنفسهم فأهلكته وما ظلمهم الله ولكن أنفسهم يظلمون (117) يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يأولونكم خبالا ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون (118) ها أنتم أولاء تحبونهم ولا يحبونكم وتؤمنون بالكتاب) * * وسمعة، لا يبتغي وجه الله * (وما ظلمهم الله ولكن أنفسهم يظلمون).
قوله تعالى: * (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم) أي: خواص من غير أهل ملتكم، وبطانة الرجل: خاصته، والذين يستنبطون أمره، ومنه: البطانة في الثوب؛ لأنه يلي البطن والباطن، وهذا في النهي عن موالاة الكفار * (لا يأولونكم خبالا) أي: يقصرون في (أمركم)، فيفسدون عليكم أمركم، والخبال: الفساد * (ودوا ما عنتم) أي: يودون ما يشق عليكم، والعنت: المشقة، ومنه الأكمه العنوت وهي الشاقة الصعود، قال السدي: أراد به: أنهم يودون ردكم إلى الكفر والضلالة.
* (قد بدت البغضاء من أفواههم) يعني: الوقيعة باللسان، * (وما تخفي صدورهم أكبر) (يعني: الذي: في صدورهم) من الغيظ أعظم من الوقيعة باللسان * (قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون).
قوله تعالى: * (ها أنتم أولاء) يعني: أنتم يا هؤلاء، * (تحبونهم) أي: تحبون إيمانهم، * (ولا يحبونكم وتؤمنون بالكتاب كله وإذا لقوكم قالوا آمنا) يعني: باللسان.
* (وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ قل موتوا بغيظكم) وهو عبارة عن شدة الغيظ * (إن الله عليم بذات الصدور).
قوله تعالى: * (إن تمسسكم حسنة) أبي: خصب ونصرة (تسؤهم) * (وإن تصبكم سيئة) أي: قحط وبلاء * (يفرحوا بها وإن تصبروا وتتقوا) يعني: على
(٣٥١)
مفاتيح البحث: النهي (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 346 347 348 349 350 351 352 353 354 355 356 ... » »»