* (ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون (135) أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات) * * الذنب، وقد روى عن معبد بن صبيحة أنه قال: صليت خلف عثمان، فلما أنصرف من صلاته قال: إن الله تعالى يقول: * (ولم يصروا على ما فعلوا) وأنا قد صليت من غير طهارة ناسيا، وها أنا أتوضأ، فذهب (وتوضأ) وأعاد الصلاة.
* (أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العالمين) ذكر في هذه الآية جزاء الذاكرين، والمستغفرين، وقد ورد في الاستغفار أخبار: منها ما روى مرفوعا: ' ما أصر من استغفر، وإن عاد في اليوم سبعين مرة '.
وروى أسماء بن الحكم الفزازي عن علي أنه قال: إذا سمعت من رسول الله حديثا، ينفعني الله به ما شاء، وإذا سمعت من غيره (حلفته) عليه، فإذا حلف صدقته وحدثني أبو بكر - وهو صادق -: أن رسول الله قال ' ما من عبد يذنب ذنبا، فيتوضأ، وصلى ركعتين واستغفر (الله) إلا غفر الله له '.
واعلم أن الاستغفار تسهيل للأمر على هذه الأمة، فإن الذين قبلنا كان الواحد منهم إذا أذنب ذنبا يطهر على بابه (أن اقطع) من نفسك عضو كذا، وكان لا بد له منه، وقد أخرج الله - تعالى - هذه الأمة عن الذنوب بالاستغفار؛ كرامة لهم؛ وتيسيرا عليهم.