تفسير السمعاني - السمعاني - ج ١ - الصفحة ٢٥٣
* (اغترف غرفة بيده فشربوا منه إلا قليلا منهم فلما جاوزه هو والذين آمنوا معه قالوا لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده قال الذين يظنون أنهم ملاقوا الله كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين (249) ولما برزوا لجالوت) وأكثر المفسرين وهو الأصح على أنهم كانوا ثلاثمائة وثلاثة عشر نفرا.
قال البراء بن عازب: كنا نتحدث أن عدد أصحاب رسول الله، ورضى عنهم يوم بدر كانوا على عدة الذين جاوزا مع طالوت، وكانوا يوم بدر ثلاثمائة وثلاثة عشر نفرا '. قال البراء بن عازب: ولم يجاوز إلا مؤمن.
وفي القصص: أنهم لما وصلوا إلى النهر، كان قد ألقى الله عليهم العطش، فشرب الكل إلا هذا العدد القليل. وكل من شرب منهم اسودت شفتاه، ولم يرو، وبقي على الشط، وكل من اقتصر على الغرفة روى وجاوز.
وقيل: إن الكل جاوزا، ولكن حضر بعضهم القتال، ولم يحضر البعض.
وقوله: * (فلما جاوزه هو والذين آمنوا معه قالوا لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده) قال ابن عباس والسدي: إنما قاله الذين انخذلوا ولم يجاوزا، وقيل: إنما قاله من الذين جاوزوا؛ من قلت بصيرته في الدين دون من قويت بصيرته.
وقوله تعالى: * (قال الذين يظنون أنهم ملاقوا الله) يعني: الذين قويت بصيرتهم.
* (يظنون) يستيقنون أنهم ملاقو الله، وقد ذكرنا الظن بمعنى اليقين وقيل: هو على حقيقة الظن يعني: الذين يظنون إصابة الشهادة في الوقعة.
وقوله: * (كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله) بقضائه وإدارته.
* (والله مع الصابرين) بالنصر والعونة.
وقوله: * (ولما برزوا لجالوت وجنوده) كان جالوت رئيس تلك العمالقة.
(٢٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 248 249 250 251 252 253 254 255 256 257 258 ... » »»