تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ١٠ - الصفحة ٨٤
أخبرنا محمد بن نعيم قال: أخبرنا الحسن بن الحسين بن أيوب، أخبرنا علي بن عبد العزيز قال: حدثنا أبو عبيد قال: حدثنا حجاج عن هارون قال: سألت أبا عمرو بن العلاء عنها فقال: برق بالكسر يعني جار قال: وسألت عنها عبد الله بن أبي إسحاق فقال: برق بالفتح، وقال: إنما برق الحنظل اليابس، وبرق البصر قال: فذكرت ذلك لأبي عمرو فقال: إنما برق الحنظل والنار والبرق، وأما البصر فبرق عند الموت، قال: فأخبرت بذلك ابن أبي إسحاق فقال: أخذت قراءتي عن الأشياخ نصر بن عاصم وأصحابه فذكرت ذلك لأبي عمرو فقال: لكني لا آخذ عن نصر ولا عن أصحابه كأنه يقول أخذ عن أهل الحجاز فقال: قتادة ومقاتل: شخص البصر فلا يطرف مما يرى من العجائب مما كان يكذب به في الدنيا إنه غير كائن، وقال الفراء والخليل: برق بالكسر فزع، وأنشدا لبعض العرب:
فنفسك قانع ولا تتغي وداو الكلوم ولا تبرق أي لا تفزع من الجرح الذي بك.
قال ذو الرمة:
ولو أن لقمان الحكيم تعرضت لعينيه مي سافرا كاد يبرق وبرق بفتح الراء: شق عينه وفتحها، وأنشد أبو عبيدة:
لما أتاني ابن عمير راغبا أعطيته عيسا صهابا فبرق أي فتح عينه، ويجوز أن يكون من البرق.
" * (وخسف القمر) *) أظلم وذهب ضوءه، قال ابن كيسان: ويحتمل أن يكون بمعنى غاب كقوله سبحانه " * (فخسفنا به الأرض) *)، وقرأ (ابن أبي إسحاق وعيسى والأعرج): وخسف بالضم لقوله: " * (وجمع الشمس والقمر) *) أسودين مكورين كأنهما ثوران عقيران، وهي في قراءة عبد الله: وجمع بين الشمس والقمر، وقيل: وجمع بينهما في ذهاب الضياء، وقال عطاء بن يسار: يجمعان يوم القيامة، ثم يقذفان في البحر، فيكونان نار الله الكبرى، وقال علي بن أبي طالب وابن عباس: يجعلان في نور الحجب.
" * (يقول الإنسان يومئذ أين المفر) *) المهرب، وقرأها العامة " * (المفر) *) بفتح الفاء واختاره أبو عبيد وأبو حاتم قالا: لأنه مصدر، وقرأ ابن عباس والحسن بكسر الفاء، قال الكسائي: هما
(٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 ... » »»