تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ١٠ - الصفحة ٧٣
لك نفقة يعينونك على كبر سنك ويزعمون أنك) تؤمن) بكلام محمد وتدجل على ابن أبي كبشة وابن أبي قحافة لتنال من فضل طعامهم، فغضب الوليد وقال: ألم تعلم قريش أني أكثرهم مالا وولدا وهل شبع محمد وأصحابه من الطعام فيكون لهم فضل؟ ثم قام مع أبي جهل حتى أتى مجلس قومه، فقال لهم: تزعمون أن محمدا مجنونا فهل رأيتموه يخنق قط؟ قالوا: اللهم لا، قال: تزعمون أنه كاهن فهل رأيتموه يتكهن قط؟ قالوا: اللهم لا، قال: تزعمون أنه شاعر فهل رأيتموه ينطق بشعر قط؟ قالوا : اللهم لا. قال: تزعمون أنه كذاب فهل جربتم عليه شيئا من الكذب؟ قالوا: لا، وكان رسول الله (عليه السلام) يسمى: الأمين قبل النبوة من صدقه. فقالت: قريش: فما هو؟ فتفكر في نفسه ثم نظر وعبس فقال: ما هو إلا ساحرا، أما رأيتموه يفرق بين الرجل وأهله وولده ومواليه فهو ساحر، وما يقوله سحر. فذلك قوله سبحانه " * (إنه فكر) *) في محمد والقرآن وقدر في نفسه ماذا يمكنه أن يقول فيهما. " * (فقتل) *) لعن، وقال الزهري: عذب " * (كيف قدر) *) على طريق التعجب والإنكار والتوبيخ. " * (ثم قتل كيف قدر ثم نظر ثم عبس وبسر) *) كلح " * (ثم أدبر واستكبر فقال إن هذا) *) ما هذا الذي يقرأه محمد " * (إلا سحر يؤثر) *) يروى ويحكى.
" * (إن هذا إلا قول البشر) *) يعني يسارا وجبرا فهو مأثرة عنهما. وقيل: يرويه عن مسيلمة صاحب اليمامة، وقيل: يرويه عن أهل بابل.
" * (سأصليه) *) سأدخله " * (سقر) *) لم يصرفه، لأنه اسم من أسماء جهنم.
أخبرني الحسين قال: حدثنا ابن حمدان قال: حدثنا سعدان قال: حدثنا أحمد بن صالح قال: حدثنا ابن وهب قال: أخبرنا عمرو أن أبا السمح حدثه عن ابن حجرة عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (قال موسى لربه عزوجل: أي عبادك أفقر؟ قال: صاحب سقر).
" * (وما أدرياك ما سقر لا تبقى ولا تذر) *) فيها شيئا إلا أكلته وأهلكته قال مجاهد: يعني لا تميت ولا تحيي يعني أنها لا تبقي من فيها حيا ولا تذر من فيها ميتا، ولكنها تحرقهم كلما جدد خلقهم، وقال السدي: لا تبقي لهم لحما ولا تذر لهم عظما، وقال الضحاك: إذا أخذت فيهم لم تبق منهم شيئا وإذا أعيدوا لم تذرهم حتى تفنيهم، ولكل شيء فترة وملالة إلا لجهنم.
" * (لواحة للبشر) *) مغيرة للجلود. تقول العرب: لاحته الشمس ولوحته. قال الشاعر:
تقول لشيء لوحته السمائم وقال رؤبة
(٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 ... » »»