تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ١٠ - الصفحة ٣٧
(والذي نفسي بيده إنه ليخفف على المؤمنين حتى يكون أخف عليهم من صلاة مكتوبة تصليها في الدنيا).
وقال إبراهيم التيمي: ما قدر ذلك اليوم على المؤمن إلا كما بين الظهر والعصر.
" * (فاصبر صبرا جميلا إنهم يرونه) *) يعني العذاب " * (بعيدا ونراه قريبا) *)؛ لأن ما هو آت قريب " * (يوم تكون السماء كالمهل) *) كعكر الزيت، وقيل: كالفلز المذاب وقد مر تفسيره. " * (يوم تكون الجبال كالعهن) *) كالصوف المصبوغ، ولا يقال عهن إلا للمصبوغ. وقال مقاتل: كالصوف المنفوش. قال الحسن: كالصوف الأحمر وهو أضعف الصوف، وأول ما تتغير الجبال تصير رملا مهيلا، ثم عهنا منفوشا، ثم تصير هباء منثورا.
" * (ولا يسئل حميم حميما) *) قريب قريبا لشغله بشأن نفسه، وقرأ: ولا يسئل بضم الياء، أي لا يسأل حميم عن حميم.
(* (يبصرونهم يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه * وصاحبته وأخيه * وفصيلته التى تئويه * ومن فى الارض جميعا ثم ينجيه * كلا إنها لظى * نزاعة للشوى * تدعوا من أدبر وتولى * وجمع فأوعى * إن الإنسان خلق هلوعا * إذا مسه الشر جزوعا * وإذا مسه الخير منوعا * إلا المصلين * الذين هم على صلاتهم دآئمون * والذين فىأموالهم حق معلوم * للسآئل والمحروم * والذين يصدقون بيوم الدين * والذين هم من عذاب ربهم مشفقون * إن عذاب ربهم غير مأمون * والذين هم لفروجهم حافظون * إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فأنهم غير ملومين * فمن ابتغى ورآء ذالك فأولائك هم العادون * والذين هم لاماناتهم وعهدهم راعون * والذين هم بشهاداتهم قائمون * والذين هم على صلاتهم يحافظون * أولائك فى جنات مكرمون) *) 2 " * (يبصرونهم) *) يرونهم وليس في القيامة مخلوق إلا وهو نصب عن صاحبه من الجن والإنس فيبصر الرجل أباه وأخاه وقرابته وعشيرته ولا يسأله، ويبصر الرجل حميمه فلا يكلمه لاشتغالهم بأنفسهم.
قال ابن عباس: يتعارفون مدة ساعة من النهار ثم لا يتعارفون بعد ذلك، وقال السدي: يبصرونهم يعرفونهم، أما المؤمن فلبياض وجهه، وأما الكافر فلسواد وجهه.
" * (يود المجرم) *) يتمنى المشرك " * (لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه وصاحبته) *) زوجته " * (وأخيه وفصيلته) *) عشيرته التي فصل منهم، أبو عبيدة: فخذه، ثعلب: آبائه الأدنين. غيره
(٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 ... » »»