تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ١٠ - الصفحة ٥٣
لن يجيرنى من الله أحد ولن أجد من دونه ملتحدا * إلا بلاغا من الله ورسالاته ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدين فيهآ أبدا * حتى إذا رأوا ما يوعدون فسيعلمون من أضعف ناصرا وأقل عددا * قل إن أدرىأقريب ما توعدون أم يجعل له ربىأمدا * عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا * إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا * ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربهم وأحاط بما لديهم وأحصى كل شىء عددا) *) 2 " * (وألو استقاموا) *) قراءة العامة لو: بكسر الواو. وقرأ الأعمش: لو استقاموا بضم الواو.
" * (على الطريقة) *) اختلف المفسرون في تأويلها، فقال قوم: معناها وأن لو استقاموا على طريقة الحق والإيمان والهدى وكانوا مؤمنين مطيعين. " * (لأسقيناهم ماء غدقا) *)، قال عمر ح في هذه الآية: أينما كان الماء كان المال، وأينما كان المال كانت الفتنة، يعني أعطيناهم مالا كثيرا وعيشا رغيدا ووسعنا عليهم في الرزق وبسطنا لهم في الدنيا " * (لنفتنهم فيه) *) لنختبرهم كيف شكرهم فيما خولوا وهذا قول سعيد بن المسيب وعطاء بن رياح والضحاك وقتادة وعبيد بن عمير وعطية ومقاتل والحسن، قال: كان والله أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم سامعين لله مطيعين فتحت عليهم كنوز كسرى وقيصر، ففتنوا بها فوثبوا بإمامهم فقتلوه يعني عثمان بن عفان.
ودليل هذا التأويل قوله سبحانه وتعالى: " * (ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم) *) وقوله سبحانه: " * (ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض) *) وقوله تعالى: " * (من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة) *) وقوله تعالى: " * (فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا) *) الآيات.
وقال آخرون: معناها وأن لو استقاموا على طريقة الكفر والضلالة وكانوا كفارا كلهم لأعطيناهم مالا كثيرا ولوسعنا عليهم لنفتنهم فيه عقوبة لهم واستدراجا، حتى يفتنوا فيعذبهم. وهذا قول الربيع بن أنس وزيد بن أسلم والكلبي والثمالي ويمان بن رباب وابن كيسان وابن مجلد، ودليل هذا التأويل قوله سبحانه: " * (فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء) *)
(٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 ... » »»