تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ١٠ - الصفحة ٤٥
" * (وقد خلقكم أطوارا) *) تارات ومرات حالا بعد حال، نطفة ثم علقة ثم مضغة، إلى تمام الخلقة " * (ألم تروا كيف خلق الله سبع سماوات طباقا وجعل القمر فيهن نورا) *).
" * (وجعل الشمس سراجا) *) قال الحسن: يعني في السماء الدنيا. وهذا جائز في كلام العرب، كما يقال: أتيت بني تميم وأتاني بعضهم، ويقول: فلان متوار في دور بني فلان، وإنما هو في دار واحدة. وقال مقاتل: هو معناه وجعل القمر معهن نورا لأهل الأرض، " * (في) *) بمعنى مع. وقال عبد الله بن محمد: وإن الشمس والقمر وجوههما قبل السماوات وضوء الشمس ونور القمر منها وأقفيتها قبل الأرض، وأنا أقرأ بذلك آية من كتاب الله سبحانه " * (وجعل القمر فيهن نورا وجعل الشمس سراجا) *) مصباحا مضيئا.
وقيل لعبد الله بن عمر: ما بال الشمس تصلينا أحيانا وتبرد علينا أحيانا، فقال: إنها في الصيف في السماء الرابعة وفي الشتاء في السماء السابعة عند عرش الرحمن، ولو كانت في السماء الدنيا لما قام لها شيء.
" * (والله أنبتكم من الأرض نباتا) *) وكان حقه إنباتا ولكنه مصدر مخالف للصدر، وقال الخليل: مجازه: فنبتم نباتا " * (ثم يعيدكم فيها) *) أمواتا " * (ويخرجكم) *) منها أحياء " * (إخراجا والله جعل لكم الأرض بساطا) *) مهادا يحملكم ويستركم أمواتا " * (لتسلكوا منها سبلا فجاجا) *) طرقا مختلفة. " * (قال نوح رب إنهم عصوني واتبعوا من لم يزده ماله وولده إلا خسارا) *) وهم القادة والأشراف " * (ومكروا مكرا كبارا) *) عظيما يقال: كبر كبار بالتخفيف وكبار بالتشديد، كلها بمعنى واحد ونظيره في كلام العرب، أمر عجيب وعجاب وعجاب، ورجل حسان وحسان، وكمال وكمال، وقراء للقاريووضاء للوضي، وأنشد ابن السكيت:
بيضاء تصطاد القلوب وتستبي وبالحسن قلب المسلم القراء وقال آخر:
والمرء يلحقه بقيتان الندى خلق الكريم وليس بالوضاء وقرأ ابن محيص وعيسى: كبارا بالتخفيف، واختلفوا في معنى مكرهم.
فقال ابن عباس: قالوا قولا عظيما. الحسن: مكروا في دين الله وأهله مكرا عظيما.
الضحاك: افتروا على الله وكذبوا رسله. وقيل: حرشوا أسفلتهم على قتل نوح.
" * (وقالوا) *) لهم " * (لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا) *) قرأ أهل المدينة بضم الواو، وغيرهم بفتحها وهما لغتان " * (ولا سواعا ولا يغوث ويعوق) *) قراءة العامة غير مجرى فيهما، قال أبو
(٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 ... » »»