تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ١٠ - الصفحة ٢٠٧
وقال شرحبيل بن سعد: معنى قوله: " * (وأنت حل بهذا البلد) *) قال: يحرمون أن تقتلوا بها صيدا أو يعضدوا بها شجرة، ويستحلون إخراجك وقتلك. " * (ووالد وما ولد) *) قال عكرمة وسعيد ابن جبير: (الوالد) الذي يولد له (وما ولد) العاقر الذي لا يولد له، وروياه عن ابن عباس وعلي، هذا القول تكون ما بقيا، وهو يعبد ولا تصح إلا بإضمار. عطية عنه: الوالد وولده. مجاهد وقتادة والضحاك وأبو صالح: ووالد آدم وما ولد ولده.
وأخبرني ابن فنجويه قال: حدثنا برهان بن علي قال: حدثنا عبد الله بن الوليد العكبري قال: حدثنا محمد بن موسى الحرشي قال: حدثنا جعفر بن سليمان قال: سمعت أبا عمران الخولي قرأ " * (ووالد وما ولد) *) قال إبراهيم وما ولد. " * (لقد خلقنا الانسان في كبد) *) أي نصب. عن الوالبي عن ابن عباس الحسن: يكابد مصايب الدنيا وشدائد الآخرة. قتادة: في مشقة فلا يلقاه إلا يكابد أمر الدنيا والآخرة. سعيد بن جبير: في شدة، وعن الحسن أيضا: يكابد الشكر على السراء، والصبر على الضراء فلا يخلو منهما. عطية عن ابن عباس: في شدة خلق حمله وولادته ورضاعه وفصاله ومعاشه وحياته وموته. عمرو بن دينار عنه: نبات أسنانه. يمان: لم يخلق الله خلقا يكابد ما يكابد ابن آدم وهو مع ذلك أضعف الخلق، وعن سعيد بن جبير أيضا في ضيق معيشته. ابن كيسان: المكابدة مقاساة الأمر وركوب معظمه، وأصله الشدة وهو من الكبد. قال لبيد:
عين هلا بكيت أربد إذ قمنا وقام الخصوم في كبد وقال مجاهد وإبراهيم وعكرمة وعبد الله بن شداد وعطية والضحاك: يعني منتصبا قائما معتدل القامة، وهي رواية مقسم عن ابن عباس قال: خلق كل شيء يمشي على الأرض على أربعة إلا الإنسان، فإنه خلق منتصبا قائما على رجلين. مقاتل: في قوة نزلت في ابن الاسدين واسمه أسيد بن كلده بن أسيد بن خلف، وكان شديدا قويا يضع الادم العكاظي تحت قدميه، فيقول: من أزالني عنه فله كذا وكذا، فلا يطاق أن تنزع من تحت قدميه إلا قطعا ويبقى موضع قدمه، ويقال: هو شدة الأمر والنهي والثواب والعقاب، وقال ابن زيد: " * (لقد خلقنا الإنسان) *) يعني آدم في كبد أي وسط السماء وذلك حين رفع إلى الجنة. أبو بكر الوراق: يعني لا يدرك هواه ولا يبلغ مناه. خصيف في معناه ومقاساة وانتقال أحوال نطفة ثم علقة إلى آخر تمام الخلق. ابن كيسان: منتصبا رأسه فإذا أذن الله سبحانه في إخراجه انقلب رأسه إلى رجلي أمه، وقيل: جريء القلب غليظ الكبد مع ضعف خلقته ومهانة مادته. جعفر: أي في بلاء ومحنة. ابن عطاء: في ظلمة وجهل
(٢٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 ... » »»