تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ١٠ - الصفحة ٢٠٢
قال: (يجيء بها سبعون ألف ملك يقودونها بسبعين ألف زمام فتشرد شردة لو تركت لأحرقت أهل الجمع، ثم تعرض لي جهنم فتقول: ما لي وما لك يا محمد فقد حرم الله لحمك ودمك علي، فلا يبقى أحد إلا قال: نفسي نفسي وأن محمدا يقول: أمتي أمتي، فيقول الله سبحانه إلى الملائكة: ألا ترون الناس يقولون: رب نفسي نفسي وأن محمد يقول: أمتي أمتي؟).
وقال عبد الله بن مسعود ومقاتل في هذه الآية: تقاد جهنم بسبعين ألف زمان كل زمام بيد سبعين ألف ملك، لها تغيظ وزفير حتى تنصب على يسار العرش.
" * (يومئذ يتذكر الانسان وأنى له الذكرى يقول يا ليتني قدمت) *) في حياتي " * (لحياتي) *) في الآخرة " * (فيومئذ لا يعذب عذابه أحد ولا يوثق وثاقه أحد) *) قرأ العامة بكسر الذال والثاء على معنى لا يعذب أحد في الدنيا كعذاب الله يومئذ.
قال الفراء وقيل: إنه رجل مسمى بعينه وهو أمية بن خلف الجمحي: يعني لا يعذب كعذاب هذا الكافر أحد ولا يوثق كوثاقه أحد، واختار أبو عبيد وأبو حاتم هذه القراءة لما أخبرنا محمد بن نعيم قال: أخبرنا الحسين بن أيوب قال: أخبرنا علي بن عبد العزيز قال: أخبرنا القاسم بن سلام قال: حدثنا هيثم وعناد بن عباد عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عمن أقرأه النبي صلى الله عليه " * (فيومئذ لا يعذب عذابه أحد ولا يوثق وثاقه أحد) *) يعني بنصب الذال والثاء.
ويروى أن أبا عمرو رجع في آخر عمره إلى قراءة النبي صلى الله عليه وسلم معنى الآية لا يبلغ أحد من الخلق كبلاغ الله في العذاب والوثاق، وهو الإشارة في السلاسل والأغلال.
أخبرنا ابن فنجويه قال: حدثنا ابن مالك قال: حدثنا ابن حنبل قال: حدثني أبي قال: حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا شعبة عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عمن سمع النبي صلى الله عليه يقرأ " * (فيومئذ لا يعذب عذابه أحد ولا يوثق وثاقه أحد) *) يعني يفعل به. " * (يا أيتها النفس المطمئنة) *) إلى ما وعد الله المصدقة بما قال.
مجاهد: المنيبة المخبتة التي قد أيقنت أن الله سبحانه ربنا، وضربت لأمره جأشا.
المسييب: سمعت الكلبي وأبا روق يقولان: هي التي يبيض الله وجهها ويعطيها كتابها بيمينها فعند ذلك تطمئن. الحسن: المؤمنة الموقنة. عطية: الراضية بقضاء الله.
حيان عن
(٢٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 ... » »»