محمد بن علي الترمذي: مضيعا لما يعنيه مشتغلا بما لا يعنيه.
" * (أيحسب) *) يعني بالأشدين من قوته. " * (أن لن يقدر عليه أحد) *) يعني الله سبحانه وتعالى، وقيل: هو الوليد بن المغيرة. أخبرني أبو الضحى عن ابن عباس. " * (يقول أهلكت) *) أنفقت " * (مالا لبدا) *) بعضه على بعض، وهو من التلبد في عداوة محمد.
وقال مقاتل: نزلت في الحرث بن عامر بن نوفل بن عبد مناف، وذلك أنه أذنب ذنبا فاستفتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمره أن يكفر وقال: لقد ذهب مالي في الكفارات والنفقات منذ دخلت في دين محمد.
واختلف القراء في قوله " * (لبدا) *) فقرأ أبو جعفر بتشديد الباء على جمع لابد وراكع، وقرأ مجاهد بضم اللام والباء مخففا كقولك: أمر بكر ورجل جنب، وقرأ الباقون بضم اللام وفتح الباء مخففين، ولها وجهان: أحدهما جمع لبدة، والثاني على الواحد، مثل قثم وحطم وليس بمعدول.
" * (أيحسب أن لم يره أحد) *) يعني الله سبحانه وقيل: محمد (عليه السلام) فيعلم مقدار نفقته، وكان كاذبا لم ينفق جميع ما قال، وقال سعيد بن جبير وقتادة: أيظن أن لم يره أحد فيسأله عن هذا المال من أين اكتسبه وأين أنفقه؟
أخبرني ابن فنجويه قال: حدثنا عمر بن أحمد بن القاسم النهاوندي قال: حدثني الهيثم بن خلف الدوري قال: حدثني محمد بن يزيد بن سليمان مولى بني هاشم قال: حدثنا حسين بن الحسين يعني الأشقر قال: حدثنا هشام بن شبر عن أبي هاشم عن مخالد عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا تزول قدما العبد يوم القيامة حتى يسئل عن أربع: عن عمره فيما أفناه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن علمه ماذا عمل فيه وعن حبنا أهل البيت).
قال ابن خرجة: ما سمعت هذا الحديث إلا من الهيثم.
وأخبرنا الحسين قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن هارون بن محمد قال: حدثنا موسى بن هارون بن عبد الله قال: حدثنا أبو الربيع الزهراني قال: حدثنا نعيم بن ميسرة، قال: أخبرني عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز قال: أخبرني رجل من بني عامر عن أبيه قال: صليت خلف النبي صلى الله عليه فسمعته يقول: * (أيحسب أن لن يقدر عليه أحد) * * (أيحسب أن لم يره أحد) *) يعني بكسر السين.
" * (ألم نجعل له عينين ولسانا وشفتين) *) قال قتادة: نعم والله متظاهرة لقهرك بها كتما لشكر