تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ١٠ - الصفحة ٢١٨
" * (وأما من بخل) *) بالنفقة في الخير " * (واستغنى) *) عن ربه فلم يرغب في ثوابه " * (وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى) *) أي للعمل بما لا يرضى الله حتى يستوجب به النار، فكأنه قال: نخذله ونؤذيه إلى الأمر العسير، وهو العذاب. وقيل: سندخله جهنم، والعسرى اسم لها.
فإن قيل: فأي تيسير في العسرى؟ قيل: إذا جمع بين كلامين أحدهما ذكر الخير والآخر ذكر الشر جاز ذلك، كقوله: " * (فبشرهم بعذاب أليم) *).
أخبرني ابن فنجويه قال: حدثنا ابن حمدان قال: حدثنا ابن ماهان محمد بن صي قال: حدثنا شعبة، عن الأعمش، عن سعد بن عبيدة، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن علي بن أبي طالب: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في جنازة فأخذ عودا فجعل ينكث في الأرض، فقال: (ما منكم من أحد إلا قد كتب مقعده من الجنة ومقعده من النار)، فقال رجل: يا رسول الله، أفلا نتكل؟ فقال (اعملوا فكل ميسر)، ثم قرأ " * (فأما من أعطى واتقى) *) الآيات.
" * (وما يغني عنه ماله إذا تردى) *) قال مجاهد: مات، وقال قتادة وأبو صالح: هو لحد في جهنم، قال الكلبي: نزلت في أبي سفيان بن حرب.
" * (إن علينا للهدى) *) أي بيان الحق من الباطل، وقال الفراء: يعني من سلك الهدى فعلى الله سبيله، كقوله سبحانه: " * (وعلى الله قصد السبيل) *)، يقول: من أراد الله فهو على السبيل القاصد. وقيل: معناه: إن علينا للهدى والإضلال، كقوله: بيدك الخير وسرابيل تقيكم الحر.
" * (وإن لنا الآخرة والأولى) *) فمن طلبها من غير مالكهما فقد أخطأ الطريق.
(* (فأنذرتكم نارا تلظى * لا يصلاهآ إلا الاشقى * الذى كذب وتولى * وسيجنبها الاتقى * الذى يؤتى ماله يتزكى * وما لاحد عنده من نعمة تجزى * إلا ابتغآء وجه ربه الاعلى * ولسوف يرضى) *) 2 " * (فأنذرتكم نارا تلظى) *) تتوقد وتتوهج، وقرأ عبيد بن عمير (تتلظى) على الأصل، وغيره على الحذف " * (لا يصليها إلا الأشقى الذي كذب وتولى) *) قرأ أبو هريرة: ليدخلن الجنة إلا من يأبى، قالوا: يا أبا هريرة، ومن يأبى أن يدخل الجنة؟ فقرأ قوله سبحانه: " * (الذي كذب وتولى) *).
أخبرني ابن فنجويه قال: حدثنا برهان بن علي الصوفي قال: حدثنا أبو خليفة قال: حدثنا القعبني قال: حدثنا مالك قال: صلى بنا عمر بن عبد العزيز المغرب، فقرأ فيها " * (والليل إذا
(٢١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 ... » »»