تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٩ - الصفحة ١١٣
وأصله في اللغة الممنوع، من الحرمان، وهو المنع.
أخبرنا أبو سهيل بن حبيب قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن موسى قال: حدثنا أبو بكر بن محمد بن حمدون بن خالد قال: حدثنا علي بن عثمان النفيلي الحراني، قال: حدثنا علي بن عباس الحمصي، قال: حدثنا سعيد بن عمارة بن صفوان الكلاعي عن الحرث بن النعمان ابن أخت سعيد بن جبير قال: سمعت أنس بن مالك يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (يا أنس ويل للأغنياء من الفقراء يوم القيامة، يقولون: يا رب ظلمونا حقوقنا التي فرضتها عليهم. قال: فيقول: وعزتي وجلالي لأقربنكم ولأبعدنهم).
قال: فتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه هذه الآية: " * (وفي أموالهم حق للسائل والمحروم) *)) .
* (وفىأنفسكم أفلا تبصرون * وفى السمآء رزقكم وما توعدون * فورب السمآء والارض إنه لحق مثل مآ أنكم تنطقون) *) 2 " * (وفي الأرض آيات) *) عبر وعظات إذا ساروا فيها. * (للموقنين) * * (وفي أنفسكم) *) أيضا آيات " * (أفلا تبصرون) *).
أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن جعفر بن الطيب الكلماباذي بقراءتي عليه، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن عمر بن حفص، قال: حدثنا السري بن خزيمة الآبيوردي، قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا سفيان عن ابن جريج عن محمد بن المرتفع عن الزبير " * (وفي أنفسكم أفلا تبصرون) *)، قال: سبيل الغايط والبول، وقال المسيب بن شريك: يأكل ويشرب من مكان واحد، ويخرج من مكانين، ولو شرب لبنا محضا خرج ماء، فتلك الآية في النفس.
وقال أبو بكر الوراق: " * (وفي أنفسكم أفلا تبصرون) *) يعني في تحويل الحالات وضعف القوة وقهر المنة وعجز الأركاب وفسخ الصريمة ونقض العزيمة، ثم أخبر سبحانه وتعالى أنه وضع رزقك حيث لا يأكله السوس ولا يناله اللصوص، فقال سبحانه: " * (وفي السماء رزقكم وما توعدون) *) يعني المطر والثلج اللذين بهما تخرج الأرض النبات الذي هو سبب الأقوات، وقال بعض أهل المعاني: معناه: وفي المطر والنبات سبب رزقكم، فسمي المطر سماء؛ لأنه عن السماء ينزل، قال الشاعر:
إذا سقط السماء بأرض قوم رعيناه وإن كانوا غضابا وقال ابن كيسان: يعني وعلى رب السماء رزقكم " * (في) *) بمعنى (على) كقوله: " * (في جذوع
(١١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 ... » »»