تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٩ - الصفحة ٣٨
يمسكوا بلا إله إلا الله، فلما أبوا أن يمسكوا إلا بلا إله إلا الله، حقنت دماؤهم، ونكحوا، ونكحوا بها.
" * (ولتعرفنهم في لحن القول) *) قال ابن عباس: في معنى " * (القول) *): الحسن في فحواه. القرظي: في مقصده ومغزاه. واللحن وجهان: صواب، وخطأ، فأما الصواب فالفعل منه لحن يلحن لحنا، فهو لحن إذا فطن للشيء، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم (ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض)، والفعل من الخطأ لحن يلحن لحنا، فهو لاحن، والأصل فيه إزالة الكلام عن جهته، وفي الخبر أنه قيل لمعاوية: إن عبيد الله بن زياد يتكلم بالفارسية، فقال: أليس طريفا من ابن أخي أن يلحن في كلامه أي يعدل به من لغة إلى لغة، قال الشاعر:
وحديث الذه هو مما ينعت الناعتون يوزن وزنا منطق صائب وتلحن أحيا نا وخير الحديث ما كان لحنا يعني ترتل حديثها.
" * (والله يعلم أعمالكم ولنبلونكم) *) بالجهاد " * (حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم) *) قرأ العامة كلها بالنون لقوله: " * (ولو نشاء لأريناكهم) *). وروى أبو بكر والمفضل، عن عاصم كلها (بالياء). وقرأ يعقوب، (ونبلوا) ساكنة (الواو) ردا على قوله: (نعلم).
قال إبراهيم بن الأشعث: كان الفضل إذا قرأ هذه الآية بكى، وقال: اللهم لا تبلنا، فإنك إن بلوتنا هتكت أستارنا، وفضحتنا.
" * (إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله وشاقوا الرسول من بعد ما تبين لهم الهدى لن يضروا الله شيئا وسيحبط أعمالهم) *) قال ابن عباس: هم المطعمون يوم بدر، نظيره قوله: " * (إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله) *)... الآية.
" * (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم) *) بمعصيتها، قال مقاتل والثمالي: لا تمنوا على رسول الله فتبطلوا أعمالكم، نزلت في بني أسد. وسنذكر القصة في سورة الحجرات إن شاء الله. وقيل: بالعجب والرياء.
" * (إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله ثم ماتوا وهم كفار فلن يغفر الله لهم) *) قيل: هم أصحاب القليب، وحكمها عام " * (فلا تهنوا) *) تضعفوا " * (وتدعوا إلى السلم) *) إلى الصلح " * (وأنتم
(٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 ... » »»