تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٩ - الصفحة ٥٣
قومي ما لم يخف عليك، فقلت: إن كان نبيا فسيخبر، وإن كان ملكا استرحت منه. قال: فتجاوز عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم ومات بشر بن البراء من أكلته التي أكل.
قال: ودخلت أم بشر بن البراء على رسول الله صلى الله عليه وسلم تعوده في مرضه الذي توفى فيه، فقال: (يا أم بشر ما زالت أكلة خيبر التي أكلت بخيبر مع ابنك تعادني، فهذا أوان انقطاع أبهري).
وكان المسلمون يرون أن رسول الله مات شهيدا مع ما أكرمه الله تعالى به من النبوة. " * (وأخرى) *) أي وعدكم فتح بلدة أخرى. " * (لم تقدروا عليها قد أحاط الله بها) *) حتى يفتحها عليكم، وقال ابن عباس: علم الله أنه يفتحها لكم. واختلفوا فيها، فقال ابن عباس وعبد الرحمن بن أبي ليلى والحسن ومقاتل: هي فارس والروم.
وقال الضحاك وابن زيد وابن إسحاق: هي خيبر، وعدها الله تعالى نبيه قبل أن يصيبها، ولم يكونوا يذكرونها ولا يرجونها، حتى أخبرهم الله تعالى بها. وهي رواية عطية، وماذان، عن ابن عباس، وقال قتادة: هي مكة. عكرمة: هي خيبر. مجاهد: ما فتحوا حتى اليوم. " * (وكان الله على كل شيء قديرا) *)) .
* (ولو قاتلكم الذين كفروا لولوا الادبار ثم لا يجدون وليا ولا نصيرا * سنة الله التى قد خلت من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا * وهو الذى كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة من بعد أن أظفركم عليهم وكان الله بما تعملون بصيرا * هم الذين كفروا وصدوكم عن المسجد الحرام والهدى معكوفا أن يبلغ محله ولولا رجال مؤمنون ونسآء مؤمنات لم تعلموهم أن تطئوهم فتصيبكم منهم معرة بغير علم ليدخل الله فى رحمته من يشآء لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا أليما * إذ جعل الذين كفروا فى قلوبهم الحمية حمية الجاهلية فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وألزمهم كلمة التقوى وكانوا أحق بها وأهلها وكان الله بكل شىء عليما * لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شآء الله ءامنين محلقين رءوسكم ومقصرين لا تخافون فعلم ما لم تعلموا فجعل من دون ذلك فتحا قريبا) *) 2 " * (ولو قاتلكم الذين كفروا) *) يعني أسد، وغطفان، وأهل خيبر، وقال قتادة: يعني كفار قريش " * (لولوا الادبار ثم لا يجدون وليا ولا نصيرا سنة الله) *) أي كسنة الله " * (التي قد خلت من قبل) *) في نصرة أوليائه، وقهر أعدائه " * (ولن تجد لسنة الله تبديلا وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة) *) وهو الحديبية " * (من بعد أن أظفركم عليهم وكان الله بما تعملون
(٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 ... » »»