تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٩ - الصفحة ٣٦
" * (وتقطعوا أرحامكم) *) قرأ يعقوب، وأبو حاتم، وسلام (وتقطعوا) خفيفة من القطع اعتبارا بقوله: " * (ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل) *) وقرأ الحسن " * (يقطعوا) *) مفتوحة الحروف، اعتبارا بقوله: " * (فتقطعوا أمرهم بينهم) *). وقرأ غيرهم " * (وتقطعوا) *) بضم (التاء) مشددا من التقطيع على التكثير لأجل الأرحام.
" * (أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم) *) عن الحق.
2 (* (أفلا يتدبرون القرءان أم على قلوب أقفالهآ * إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى الشيطان سول لهم وأملى لهم * ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله سنطيعكم فى بعض الامر والله يعلم إسرارهم * فكيف إذا توفتهم الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم * ذلك بأنهم اتبعوا مآ أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم * أم حسب الذين فى قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم * ولو نشآء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنهم فى لحن القول والله يعلم أعمالكم * ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم * إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله وشآقوا الرسول من بعد ما تبين لهم الهدى لن يضروا الله شيئا وسيحبط أعمالهم * ياأيها الذين ءامنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم * إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله ثم ماتوا وهم كفار فلن يغفر الله لهم * فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الاعلون والله معكم ولن يتركم أعمالكم * إنما الحيواة الدنيا لعب ولهو وإن تؤمنوا وتتقوا يؤتكم أجوركم ولا يسئلكم أموالكم * ؤإن يسئلكموها فيحفكم تبخلوا ويخرج أضغانكم * هآ أنتم هاؤلاء تدعون لتنفقوا فى سبيل الله فمنكم من يبخل ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه والله الغنى وأنتم الفقرآء وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم) *) 2 " * (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها) *) تفهم مواعظ القرآن، وأحكامه، أخبرنا عقيل ابن محمد، أخبرنا المعافى بن زكريا، أخبرنا محمد بن جرير، حدثنا ابن حميد، حدثنا يحيى بن واضح، حدثنا ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، قال: ما من الناس أحد إلا وله أربع أعين: عينان في وجهه لدنياه، ومعيشته، وعينان في قلبه لدينه، وما وعد الله من الغيب. وما من أحد إلا وله شيطان متبطن فقار ظهره، عاطف عنقه على عاتقه، فاغر فاه إلى ثمرة قلبه، فإذا أراد الله بعبد خيرا أبصرت عيناه اللتان في قلبه ما وعد الله تعالى من الغيب، فيعمل به، وإذا أراد الله بعبد شرا طمس عليهما، فذلك قوله: " * (أم على قلوب أقفالها) *).
(٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 ... » »»