تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٩ - الصفحة ٢٨٣
خير أهل ملتكم؟ فقالوا: أصحاب موسى. وسئلت النصارى من خير أهل ملتكم؟ فقالوا: حواريو عيسى. وسئلت الرافضة: من شر أهل ملتكم فقالوا: أصحاب محمد، أمروا بالاستغفار إليهم فسبوهم؛ فالسيف عليهم مسلول إلى يوم القيامة، لا تقوم لهم راية ولا تثبت لهم قدم، ولا تجمع لهم كلمة، كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله بسفك دمائهم وتفريق شملهم، وإدحاض حجتهم، أعاذنا الله وإياكم من الأهواء المضلة.
وأخبرنا أبو الحسن عبد الرحمن بن إبراهيم بن محمد المعدل قال: حدثنا أبو عبد الله محد بن يونس المقري قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سالم قال: حدثنا سوار بن عبد الله القاضي قال: حدثنا أبي قال: قال مالك بن أنس: من ينتقص أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان في قلبه عليهم غل، فليس له حق في فيء المسلمين، ثم تلا " * (ما أفاء الله ورسوله من أهل القرى) *) حتى أتى على هذه الآية، ثم قرأ " * (للفقراء) *) حتى أتى على هذه الآية، ثم قال: " * (والذين تبوأوا الدار والإيمان) *) حتى أتى على هذه الآية ثم قال: " * (والذين جاؤوا من بعدهم) *) إلى قوله: " * (رؤوف رحيم) *) فمن ينتقصهم أو كان في قلبه عليهم غل فليس له من الفيء حق.
(* (ألم تر إلى الذين نافقوا يقولون لإخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب لئن أخرجتم لنخرجن معكم ولا نطيع فيكم أحدا أبدا وإن قوتلتم لننصرنكم والله يشهد إنهم لكاذبون * لئن أخرجوا لا يخرجون معهم ولئن قوتلوا لا ينصرونهم ولئن نصروهم ليولن الادبار ثم لا ينصرون * لانتم أشد رهبة فى صدورهم من الله ذلك بأنهم قوم لا يفقهون * لا يقاتلونكم جميعا إلا فى قرى محصنة أو من ورآء جدر بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لا يعقلون * كمثل الذين من قبلهم قريبا ذاقوا وبال أمرهم ولهم عذاب أليم * كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إنى برىء منك إنىأخاف الله رب العالمين * فكان عاقبتهمآ أنهما فى النار خالدين فيها وذلك جزآء الظالمين * ياأيها الذين ءامنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون * ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولائك هم الفاسقون * لا يستوىأصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفآئزون * لو أنزلنا هاذا القرءان على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله وتلك الامثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون * هو الله الذى لا إلاه إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمان الرحيم * هو الله الذى لا إلاه إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون * هو الله الخالق البارىء المصور له الاسمآء الحسنى يسبح له ما فى السماوات والارض وهو العزيز الحكيم) *) 2 " * (ألم تر إلى الذين نافقوا) *)، أي أظهروا خلاف ما أضمروا، وهو مأخوذ من (نافقاء اليربوع) وهي أخذ جحرته، إذا أخذ عليه جحر أخذ من جحر آخر، فيقال عند ذلك: نفق ونافق،
(٢٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 288 ... » »»