تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٩ - الصفحة ١١٤
النخل) *)، وذكر الرب مختصرا، كقوله: " * (واسأل القرية) *)، ونظيره قوله: " * (وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها) *).
وأخبرني عقيل أن أبا الفرج أخبرهم عن ابن جرير، قال: حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا هارون بن المعتز من أهل الري عن سفيان الثوري قال: قرأ واصل الأحدب هذه الآية: " * (وفي السماء رزقكم وما توعدون) *) فقال: ألا أرى رزقي في السماء، وأنا أطلبه في الأرض؟ فدخل خربة فمكث ثلاثا لا يصيب شيئا، فلما أن كان اليوم الثالث إذا هو يرى جلة من رطب، وكان له أخ أحسن نية منه فدخل معه (فصارتا جلتين)، فلم يزل ذلك دأبهما حتى فرق بينهما الموت.
أخبرنا ابن فنجويه قال: حدثنا ابن خميس قال: حدثنا ابن مجاهد قال: حدثنا إبراهيم بن هاشم البغوي قال: حدثنا ابن أبي بزة، قال: حدثنا حسن بن محمد بن عبيد الله بن أبي يزيد عن شبل بن عباد عن ابن (أبي نجيح) أنه قرأ (وفي السماء رازقكم وما توعدون) بالألف يعني الله.
قال مجاهد: " * (وما توعدون) *) من خير أو شر، وقال الضحاك " * (وما توعدون) *) من الجنة والنار، وأخبرنا ابن فنجويه قال: حدثنا موسى بن محمد قال: حدثنا الحسن بن علوية قال: حدثنا إسماعيل بن عيسى قال: حدثنا المسيب بن شريك قال: قال أبو بكر بن عبد الله: سمعت ابن سيرين يقول: " * (وما توعدون) *): الساعة.
" * (فورب السماء والأرض إنه) *) يعني أن الذي ذكرت من أمر الرزق " * (لحق مثل) *) بالرفع قرأه أهل الكوفة بدلا من (الحق)، وغيرهم بالنصب أي كمثل.
" * (ما أنكم تنطقون) *) فتقولون: لا إله إلا الله، وقيل: كما أنكم ذوو نطق خصصتم بالقوة الناطقة العاقلة فتتكلمون، هذا حق كما حق أن الآدمي ناطق، وقال بعض الحكماء: كما أن كل انسان ينطق بلسان نفسه، ولا يمكنه أن ينطق بلسان غيره، فكذلك كل إنسان يأكل رزقه الذي قسم له، ولا يقدر أن يأكل رزق غيره، وقال الحسن في هذه الآية: بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (قاتل الله أقواما أقسم لهم ربهم بنفسه فلم يصدقوه).
حدثنا أبو القاسم بن حبيب قال: أخبرنا أبو الحسن الكائيني وأبو الطيب الخياط وأبو
(١١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 ... » »»