تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٨ - الصفحة ١٤٣
" * (مالكم لا تناصرون) *) أي لا تنتقمون ولا ينصر بعضهم بعضا، يقوله خزنة النار للكفار، وهذا جواب أبي جهل حين قال يوم بدر: نحن جميع منتصر.
قال الله سبحانه وتعالى: " * (بل هم اليوم مستسلمون) *) قال ابن عباس: خاضعون. الحسن: منقادون. الأخفش: ملقون بأيديهم، وقال أهل المعاني: مسترسلون لما لا يستطيعون له دفعا ولا منه امتناعا كحال الطالب السلامة في نزل المنازعة.
" * (وأقبل بعضهم على بعض) *) يعني: الرؤساء والأتباع " * (يتساءلون) *): يتخاصمون.
" * (قالوا) *) يعني: الأتباع للرؤساء: " * (إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين) *) أي من قبل اليمين فتضلوننا عنه، قاله الضحاك، وقال مجاهد: عن الصراط الحق: وقال أهل المعاني: أي من جهة النصيحة والبركة والعمل الذي يتيمن به، والعرب تتيمن بما جاء عن اليمين، وقال بعضهم: أي عن القوة والقدرة كقول الشماح.
إذا ماراية رفعت لمجد تلقاها عرابة باليمين أي بالقوة وغرابة اسم ملك اليمن.
" * (قالوا) *) يعني: الرؤساء " * (بل لم تكونوا مؤمنين وما كان لنا عليكم من سلطان بل كنتم قوما طاغين فحق علينا) *) وعليكم " * (قول ربنا) *) يعنون قوله سبحانه: " * (لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين) *).
" * (إنا) *) جميعا " * (لذائقون) *) العذاب.
" * (فأغويناكم) *): فأضللناكم لأنا كنا " * (غاوين) *) ضالين، قال الله سبحانه: " * (فإنهم يومئذ في العذاب مشتركون إنا كذلك نفعل بالمجرمين إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون ويقولون أإنا لتاركو آلهتنا لشاعر مجنون) *) يعني النبي صلى الله عليه وآله. قال الله سبحانه ردا عليهم: " * (بل جاء بالحق وصدق المرسلين إنكم لذائقو العذاب الأليم وما تجزون إلا ما كنتم تعملون إلا عباد الله المخلصين أولئك لهم رزق معلوم) *) يعني: بكرة وعشية، كقوله: * (ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا) * * (فواكه) *): جمع الفاكهة، وهي كل طعام يؤكل للتلذذ لا للقوت الذي يحفظ الصحة، يقال: فلان يتفكه بهذا الطعام، " * (وهم مكرمون في جنات النعيم على سرر متقابلين يطاف عليهم بكأس) *): إناء فيه شراب، ولا يكون كأسا حتى يكون فيه شراب، وإلا فهو إناء
(١٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 ... » »»