تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٨ - الصفحة ١٤٤
قال الأخفش: كل كأس في القرآن فهو خمر " * (من معين) *): خمر جارية في أنهار طاهرة العيون، ويجوز أن يكون فعيلا من (المعن) وهو الإسراع والشدة من (أمعن في الأمر) إذا اشتد دخوله فيه. يعني: خمرا شديدة الجري سريعته.
" * (بيضاء) *) أي صافية في نهاية اللطافة " * (ولذة) *): لذيذة " * (للشاربين لا فيها غول) *) أي إثم عن الكلبي، نظيره " * (لا لغو فيها ولا تأثيم) *). قتادة: وجع البطن. الحسن: صداع. مجاهد: داء. ابن كيسان: مغص. الشعبي: لا تغتال عقولهم فتذهب بها، وقال أهل المعاني: الغول: فساد يلحق في خفاء، يقال: اغتاله اغتيالا إذا فسد عليه أمره في خفية، ومنه الغول والغيلة وهو القتل خفية.
" * (ولا هم عنها ينزفون) *) قرأ حمزة والكسائي وخلف: بكسر الزاي هاهنا وفي سورة الواقعة، وافقهم عاصم في الواقعة. الباقون: بفتح الزاي فيهما. فمن فتح الزاي، فمعناه: لا تغلبهم على عقولهم ولا يسكرون، يقال: نزف الرجل فهو منزوف ونزيف، إذا سكر وزال عقله، قال الشاعر:
فلثمت فاها آخذا بقرونها شرب النزيف ببرد ماء الحشرج أي السكران، ومن كسر الزاي فمعناه: لا ينفد شرابهم. يقال: أنزف الرجل فهو منزوف إذا فنيت خمره.
قال الحطيئة:
لعمري لئن أنزفتم أو صحوتم لبئس الندامى كنتم آل أبجرا " * (وعندهم قاصرات الطرف) *): حابسات الأعين، غاضات الجفون، قصرن أعينهن عن غير أزواجهن، فلا ينظرن إلا إلى أزواجهن " * (عين) *) نجل العيون حسانها، واحدتها: عيناء، يقال: رجل أعين وامرأة عيناء ورجال ونساء عين.
" * (كأنهن بيض) *): جمع البيضة " * (مكنون) *) مستور مصون. قال الحسن وابن زيد شبههن ببيض النعامة تكنها بالريش من الريح والغبار، وقيل: شبههن ببطن البيض قبل أن يقشر، وهو معنى قول ابن عباس، وإنما ذكر المكنون والبيض جمع؛ لأنه رده إلى اللفظ.
" * (فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون) *) في الجنة. " * (قال قائل منهم إني كان لي قرين) *) في
(١٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 ... » »»